
07 - 12 - 2021, 11:14 AM
|
 |
† Admin Woman †
|
|
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,334
|
|
أبرام وهفوات الفضيلة
«فَخَرَجُوا ... لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتُوا إِلَى حَارَانَ وَأَقَامُوا»
( تكوين 11: 31 )
حياة إبراهيم المُظفرة، شابَتها بعض الهزائم، وامتزجت فضائلها ببعض الهفوات. وعلى صفحات المكتوب سُجلت هذه الهزائم والهفوات لأجل تعليمنا وإنذارنا، نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور ( 1كو 10: 11 ). وأخيرًا، هي ضعفات رجل شريف القصد. إنها هفوات الفضيلة وليست أخطاء الرذيلة.
أول هذه المآخذ أنه تباطأ في أن يفرز نفسه عن بيت أبيه وعن عشيرته عندما دعاه الله أن يفعل ذلك، وبدلاً من أن يُلبي الدعوة بسرعة وبنشاط، نقرأ أن تارح أمسَك بزِمام الأمور، فأخذ أبرام ابنه، ولوطًا ابن هاران ابن ابنه «فَخَرَجُوا مَعًا مِنْ أُورِ الْكِلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ» ( تك 11: 31 ). أمام دعوة مثل هذه، كان يجب ألَّا يعترف إبراهيم بروابط عائلية، لأن الله قال له: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ» ( تك 12: 1 ). قد يكون من مصلحة تارح أن يرافق ابنه إبراهيم. لكن ماذا كانت النتيجة؟ أنهم ارتحلوا إلى حاران البلد الآهل بالسكان والمركز التجاري الهام، حيث تتلاقى مسالك القوافل. لكن بالنسبة إلى رَجُل الإيمان كانت حاران هي القفر المُجدب، لأن هذا هو معنى اسمها “جفاف”. وهناك مكثوا إلى أن حصل موت تارح، وكان موته حلاً لهذا النير المتخالف، فتحرَّرَ أبرام.
يؤخَذ على أبرام أيضًا، ذلك الاتفاق غير الصادق مع امرأته ساراي ( تك 20: 13 ). بل إن أبرام أخطأ بنزولهِ إلى مصر ولو بقصد التغرُّب هناك. كذلك تُسجَّل عليه غلطته في قضية هاجر.
لقد تباطأ الجسد في أُور، وتسرَّع الجسد في قضية هاجر، وفي كليهما فشل الإيمان، الذي هو الفضيلة المُميزة عند إبراهيم.
ولكن لا ننسَ أنها هفوات الفضيلة من رجل عظيم شريف القصد، وليتنا نتعلَّم! ؟
|