![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جمع المن ![]() فقال الرب لموسى: ها أنا أُمطر لكم خبزًا من السماء. فيخرج الشعب ويلتقطون حاجة اليوم بيومها ( خر 16: 4 ) التغذي بالمَن معناه التأمل في المسيح كالإنسان المتضع الذي أعلن الآب للعالم، والتفكُّر في نعمته وصلاحه، وحنوِّه وعواطفه، ورقته ومحبته، ووداعته وتواضع قلبه، وصبره واحتماله، وطول أناته ومثاله الكامل. وتوجد في خروج 16: 4 نقطتان فيما يتعلق بجمع المَن وكيفية استعماله. فكان الإسرائيليون يخرجون من المحلة «ويلتقطون حاجة اليوم بيومها». وهكذا يجب أن نخرج نحن لهذا الغرض عينه. وطبعًا كان عليهم لكي يجمعوا ويلتقطوا المَن؛ أن ينحنوا أو يركعوا. وهذه صورة للسجود والشكر على هذه النعمة الغنية التي لا تُقدَّر للنفس المتجددة، نعمة ربنا يسوع المسيح الذي نزل من السماء ليكون طعام شعبه. وأما النقطة الثانية، فهي أن المَن لا يمكن أن يُخزن لاستعماله في المستقبل «يلتقطون صباحًا فصباحًا كل واحدٍ حَسَب أكله» ( خر 16: 21 ). وهكذا معنا الآن، فنحن علينا أن نلتقط من المَن السماوي يوميًا. وطعام اليوم لا يكفي للغد، إذ يجب أن نتغذى بالمسيح باستمرار، يومًا بعد يوم، وساعة بعد الأخرى، ولا يمكننا أن نأخذ منه أكثر من حاجتنا اليومية، وهذا يقودنا إلى الاستناد المستمر عليه والشخوص دائمًا إليه «كما أرسلني الآب الحي، وأنا حي بالآب، فمَنْ يأكلني فهو يحيا بي» ( يو 6: 57 ). أما عندما كان الإنسان يحفظ المَنْ لنفسه، فكانت علامات الفساد تدب فيه. وذلك يشير إلى أن حقائق المسيحية لا تُحفظ في الذهن. فالذي فهمناه وتعلمناه، نحن مسئولون أن نسير بموجبه ونحققه عمليًا. فالحياة المسيحية ليست مجرد حفظ حقائق، والتمسك بمعتقدات والمُجاهرة بنظريات دينية لاهوتية، بل هي عيشة عملية تظهر في حياتنا. وكان على الشعب أن يلتقطوا المَنْ قبل شروق الشمس، لذلك كانوا يبكرون إليه فيجدونه كل صباح «وإذا حميت الشمس كان يذوب» ( خر 16: 21 ). وحمو الشمس يشير إلى الانشغال بالأمور اليومية. فإنه يجب أن يكون المسيح ـ له كل المجد ـ غرض قلوبنا الأول، وينبغي أن نبكر إليه قبل أي شيء آخر، لئلا تتعلق قلوبنا بسواه «أنا أحب الذين يحبونني. والذين يُبكرون إليَّ يجدونني» ( أم 8: 17 ). |
|