هل يستطيع النبي وهو في جوف الحوت أن ينظر نحو هيكل الله في أورشليم؟ لقد استطاع دانيآل – رغم أنه كان بعيدًا جدًا – أن يفتح كواه نحو أورشليم، ويجعل وجهه في اتجاه المكان الذي كان فيه هيكل الرب. لكن كيف تستطيع عينا يونان وهو في جوف الحوت، في قاع البحر، أن يعرف اتجاه تلك البقعة حيث كانت المدينة المقدسة بهيكلها المجيد لا تزال قائمة؟ الإجابة بسيطة جدًا. لا شك أن عين إيمان النبي كانت تنظر من أعماق سجنه وضيقه باستقامة إلى فوق، إلى هيكل أعظم؛ إلى أقداس الله. لقد “رفع عينيه إلى العلاء، من حيث تأتي معونته”. لقد “اكتنفته مياهٌ إلى النفس، وأحاطَ به غمرٌ، والتفَّ عُشبُ البحرِ براسهِ”. لقد “نزل إلى أسافل الجبال، وبَدَت مغاليقُ الأرضِ عليه إلى الأبد”. لقد أَعْيَتْ نَفس يونان في داخلهِ وكان على وشك أن يستسلِم لليأس القاتل.