هناك من يقدم المعطيات عن قيمة الوحي الموجود في الكتب المقدسة لدى الأديان الأخرى. وهنا بالطبع يجب الاعتراف بأن بعض العناصر الموجودة في هذه النصوص هي أدوات استطاع من خلالها الكثيرون عبر القرون وحتى اليوم أن ينمو ويحتفظوا بعلاقتهم الدينية بالله. لذلك فإنه اعتباراً لأساليب الحياة والشرائع والعقائد الخاصة بهذه الديانات يؤكد المجمع الفاتيكاني الثاني كما أشرنا أعلاه “بقدر ما تختلف في الكثير من النقاط عما تؤمن به وتعلمه الكنيسة، لكنهم كثيراً ما يعكسون شعاعاً من تلك الحقيقة التي تنير لكل إنسان”[23]. التقليد الكنسي يحدد الكتب المقدسة الموحى بها بكتب العهد القديم والعهد الجديد ككتب موحى بها من الروح القدس[24] والمجمع الفاتيكاني الثاني إذ يقبل هذا التقليد الكنسي يقدم الصيغة الإيمانية عن الوحي معلماً: “أن الكنيسة المقدسة الأم حسب التعليم الرسولي تعتبر كتباً مقدسة وقانونية كل كتب العهد القديم والجديد بكاملها وبكل أجزائها لأنها كتبت بوحي الروح القدس (راجع يو 31:20؛ 2تيمو 16:3، 2بط19:1-21؛ 15:3-16) وكاتبها جميعاً هو الله الذي سلمها للكنيسة”[25] وهذه الكتب “تعلم بثبات وبأمانة وبدون خطأ الحقيقة عن الله الذي في سبيل خلاصنا أراد أن يسجلها كتابة في كتبه المقدسة”[26].
لكن وبما أن الله يريد أن يجذب إليه كل الشعوب عن طريق ابنه يسوع المسيح ويريد أن ينقل إليهم كمال وحيه ومحبته. فإنه لا يأنف أن يكون موجوداً وبطرق متعددة الأشكال. ليس فقط في الأفراد بل أيضاً في الشعوب. عبر ثرواتهم الروحية التي تعبر عنها الديانات التي يتبعونها. بالرغم ما تعاني من “نواقص وأخطاء”[27]. وبالرغم عن ذلك فإن الكتب المقدسة لهذه الديانات تستلهم من سر المسيح أوجه الخير والنعمة الموجودة لديها.