أدرك الفلسطينيون حقيقة شخص داود أنه ”ملك الأرض وضارب الربوات“ وتخيَّلوا أنه لا يستطيع أن يكون إلا عدوًا لهم، وأن لا يعمل إلا ضدهم لأنهم لم يعلموا شيئًا عن حقيقة حالته الأدبية في هذا الظرف الشاذ من حياته، ولم يتصوَّروا أن قاتل جليات قد فرّ إليهم لأجل حمايته من يد شاول.
فالعالم لا يمكنه أن يفهم تقلبات حياة المؤمنين. ومَنْ مِن الذين رأوا داود في وادي البُطم، كان يظن أن الخوف يتملَّكه فلا يتمسك بالإيمان الذي خصّه الله به؟ مَن كان يتصوَّر أن داود وسيف جليات في يده لا يجرؤ على القول بأنه قاتل جليات؟! لكن هذا هو عين ما حدث ( 1صم 21: 10 - 13).