![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() حلاوة المحبة وجمالها الفائق الاتضاع. كثير من الناس يشفقون على حال الفقراء، ويتمنون أن يخدموهم، ولكن خدمة المساكين تحتاج إلى من ينزل إلى مستواهم، ويشاركهم ما هم فيه من معاناة وعوز. وقد قدّم السيد المسيح نصيحة ثمينة للرجل الذى دعاه، ولكل من سمعوا تعليمه الممتلئ بالحكمة الإلهية “إذا صنعت ضيافة فادع المساكين، الجدع، العرج، العمى. فيكون لك الطوبى” (لو14: 13، 14). ألم يتنازل السيد الرب نفسه حينما تجسد إلى ذُلنا وتواضعنا، ليرفعنا إليه، لنتمتع بمجده فى ملكوته السماوى، ولنجلس معه على مائدته فى ملكوته. هل نحن كنا أحسن حالاً من هؤلاء المساكين الجدع والعرج والعمى، حينما كنا مستعبدين لإبليس وللموت قبل أن يخلصنا السيد المسيح من خطايانا، ويصالحنا مع الله أبيه؟! إن ما طالب به السيد المسيح فى مسألة الوليمة هو شئ يسير، وصورة مصغّرة جداً لما فعله هو معنا حينما دعانا إلى التمتع بمجده. أليست محبته هى التى جعلته يحتمل الذل والهوان، فى اتضاع كبير، ليحررنا من مذلتنا وعبوديتنا المُرة، وليفتح أعين قلوبنا بعد العمى، وليحرك طاقات طبيعتنا بعد العجز الكامل والبؤس والضياع؟!. حقاً إن المحبة تتشح بالاتضاع، والاتضاع يرافق المحبة، فاتحاً الطريق أمامها حتى تكمل عملها بفرح ومسرة. |
|