وقالوا: أ هذه نعمي؟ فقالت لهم:
لا تدعوني نُعمي، بل ادعوني مُرّة،
لأن القدير قد أمرّني جدًا
( را 1: 19 ، 20)
«نُعمي» معناها "سرور" و«مُرّة» كلمة معناها "مُرّ". فنعمي في مرارة روحها تتهم القدير أنه علة مرارة نفسها. وهذا الكلام محض افتراء، فلم يكن الله مُطلقًا علة مرارة لأحد، بل هو فقط يؤدبنا عندما نخطئ، وهو يفعل ذلك في محبة قلبه، وقصده رّد نفوسنا إليه. أما المرارة التي تشعر بها نفوسنا أحيانًا، فسببها راجع إلى تمردنا على معاملاته معنا، إذ عندما لا نخضع تمتلئ نفوسنا مرارة، ولكن إذ نعترف أننا أخطأنا وأن الرب يعاملنا كذلك من مجرد محبته ورحمته، ونحتمل التأديب، ففي هذه الحال تحزن نفوسنا فينا، ولكنها لا تشعر بشيء من المرارة مُطلقًا. إذًا المرارة ليس مصدرها الرب، بل علتها عدم خضوعنا نحن لمعاملات الرب معنا.