وربما يستوقف أحدنا سؤال هو: ما أهمية وجود بيت ـ مادياً كان أم روحياً ـ لله على الأرض؟ وباختصار أُجيب: إن الشيطان أصبح بعد سقوط الإنسان رئيساً لهذا العالم ( يو 12: 31 )، بل وإلهاً لهذا الدهر ( 2كو 4: 4 ).
لقد أصبحت الأرض مُسلَّمة ليد الشرير، والناس يعبدونه، وقالوا لله ابُعد عنا، وبمعرفة طرقك لا نُسرّ ( أي 21: 14 ). وليس دليل على ذلك أقوى من موقف البشر سكان الأرض من الخالق عند مجيئه إلى الأرض، إذ لم يعرفوه ولم يقبلوه ( يو 1: 10 ،11).
ولم يكن له فيها أين يسند رأسه، بل وفي النهاية قدموا له الصليب وقتلوه. أمام كل هذا الشر وهذه العداوة لن يصمت الله، وقريباً سيعود المسيح وتوضع جميع الأعداء موطئاً لقدميه، ويقهر الشيطان وأعوانه، ويحصر جميع فعلة الشر في مكان واحد هو البحيرة المتقدة بنار وكبريت، ويخلو الكون من الأشرار، ويصبح الله الكل في الكل، في السماء الجديدة والأرض الجديدة.
لكن إلى أن يحين هذا، أليس من حق الله أن تكون له بقعة على الأرض تنتسب له وتخضع لسيادته ويمارس فيها سلطانه كما يشاء؟