سرقة جسد مار مرقس الرسول:
يقول المؤرِّخون، الغربيون منهم والأقباط، إنَّ تُجَّاراً من البندقية جاءوا ليلاً سنة 828م، واحتالوا على حُرَّاس الكنيسة واستولوا على الجسد الطاهر دون الرأس.
واستودع هؤلاء البحَّارة الرفات المقدَّسة في عامود رخام مُفرَّغ وحملوها وأقلعوا بها إلى فينيسيا (البندقية)، حيث استقبلوها هناك استقبالاً مهيباً على اعتبار أنَّ مار مرقس هو كاروز فينيسيا الأول الذي سلَّمهم الإيمان وعمَّدهم. وظلت البندقية - أي فينيسيا - تحت حماية شفيعها القديس مرقس والأسد تحت رجليه! وليست البندقية فقط، بل وكل إيطاليا تحتفظ للقديس مرقس بكرامةٍ كبيرة(3).
وقد احتال البحَّارة على كاهنين يونانيَّيْن واتفقا أن ينقلا جسد القديس إليهم في المركب بدعوى أنَّ الحكومة تهدم الكنائس, وهُم في خوفٍ شديد على ذلك الكنز الثمين.
ووصل الجسد الطاهر إلى مدينة البندقية عام 828م، واهتمَّ حاكمها جوستنيان ببناء كنيسة تليق بكرامة هذا الرسول الشهيد, ثم في عام 1052م بُنِيَت كنيسة من أفخم كنائس العالم هي كنيسة مار مرقس بالبندقية.