السؤال أيهما أصح أن نقول عن الرب " الساكن في الأعالي ، و الناظر إلي المتواضعات " أم " والناظر إلي المتواضعين " كما يقول بعض الآباء . الجواب الأصح هو أن نقول " الناظر إلي المتواضعات " . فلماذا ؟ لأن عبارة الناظر إلي المتواضعين ، تعني إلي البشر فقط ، بينما " إلي المتواضعات "" تعني الناظر إلي الخليقة كلها ، بما فيها الحيوانات و الطيور و الحشرات و النبات ، و الطبيعة كلها . فهو يقول عن زنابق الحقل " ولا سليمان في كل مجده كان إبليس كواحدة منها ". ويعبر السيد المسيح عن ذلك بقوله """ تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو ؟ لا تتعب ولا تغزل ،، ولكن أقول لكم أنه ولا سليمان في كل مجده كان أبليس كواحدة منها .فإن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غداً في التنور ، يلبسه الله هكذا ، أفليس بالحرى يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان ؟! " ( مت 6 : 28 - 30 ) . وهكذا يتحدث عن طيور السماء ، كيف أن الله يهتم بها وبطعامها ( مت 6 : 26 ) . ويقول عنها أيضاً ( أليس عصفوران يباعان بفلس ، وواحد منها لا يسقط بدون أبيكم ) ( مت 10 : 29 ) ويقول في المزمور ( المعطي البهائم طعامها ، وفراخ الغربان التي تدعوه ) ( مز 147 : 9 ) . كذلك يقول ( لا تحرث علي حمار وثور معاً ) ( تث 22 : 10 ) ويقصد اراحة الحمار لئلا يجهده الثور . وفي دخول الرب أورشليم راكب علي أتان وجحش أبن أتان لكي يريح كل منهما الآخر ) . كذلك يقول ( لاتكم ثوراً )( 1 كو 9 : 9 ) . واهتمام الرب بالحيوان يشمل اراحته في يوم السبت كما في الوصية العاشرة وبإنقاذه إن وقع حفرة حتي يوم السبت . كذلك اهتم الرب بإراحة الأرض في العام السابع ( خر 23 : 11 ) ومن جهة الحشرات قال : اذهب إلي النملة أيها الكسلان . تأمل طرقها وكن حكيماً ) ( أم 6 : 6 ) . بل الرب يهتم حتي بالدودة التي تسعي حتي حجر ، و يعطيها طعاماً . هو إذن يهتم بالمتواضعات ، أي بكل الكائنات وليس بالبشر فقط ، بل بسائر مخلوقاته . بل أن كل الكائنات - بالنسبة إلي الله العالي ، أو الساكن في الأعالي - كلها من المتواضعات ، أي الأقل شأناً وقيمة ، مهما كان نوعها ،ن بشراً ، أو ملائكة ، أو ملائكة ،ن أو حيواناً أو طيوراً .. أما عبارة ( الناظر إلي المتواضعين ) ، فإن الذي يصلي بها لا يقصد سوي البشر فقط ، فلا تعطي المعني الأعم.