الرب يسوع وشجرة التين
يقول الكتاب أنه جاع، “أي شيء يجوع إليه المسيح أو يعطش سوى أعمالنا الصالحة” (القديس أغسطينوس) فجاع مشتهيًا أن يجد ثمرًا مفرحًا. لماذا طلب ثمرًا في غير أوانه؟
(1) وجود الورق الأخضر عليها علامة على وجود باكورة ثمر التين، فإن التين في أرض فلسطين يثمر عند ظهور الورق، وأحياناً تطلع الثمار قبل النضج العام بأيام كثيرة، وهو المعروف عند العامة في الشام بالديفور. والقول: «ولم يكن وقت التين» يعني أنه ليس وقت جَنْيه العمومي، ولو أنه كان وقت باكورة التين.
(2) هذه التينة مثل المرائي الذي يتظاهر بالتقوى وهو مجرَّد منها، فعليه علامات القداسة وقلبه ملآن بالنجاسة، وهي تشير إلى الأمة اليهودية التي خصّها الله بالنواميس والشرائع والأنبياء، ومع ذلك كانت مجرّدة من الإيمان والمحبة والتواضع، ورفضت المسيح ولم تذعن لأوامره، ولم تأت بثمر، وارتكنت على أنها شعب الله. فلهذا قال المسيح للشجرة: «لا يكن فيك ثمر» ليعلّم الناس أن الأهم هو الثمر.
(3) لَعْن التينة نبوَّة على مستقبل الأمة اليهودية، وإنذار للناس في كل عصر بأنهم إن لم يأتوا بأثمار القداسة والتقوى، حلّت بهم دينونة الله العادلة. والقول «يبست في الحال» إشارة إلى خراب مدينة أورشليم وعقاب الأمة اليهودية.
(4) لم يكن المسيح جاهلاً بأمر هذه الشجرة، فهو الذي يعرف خفايا كل إنسان، ولكنه تصرّف بهذه الكيفية ليعرّف الرسل بالعقاب الذي يحل بالمنافقين، وفي نفس الوقت يحل بالتينة التي أظهرت بأوراقها الخضراء أنها تحمل باكورة التين دون أن تحمله فعلاً.