ماذا نقول عن النضوج المبكر لأثناسيوس وطفولته العجيبة؟
ليس شيئًا سوي موهبة الله التي يمنحها للأطفال بغني مذهل، قد تحار فيه العقول البشرية، وتعللها بأسباب شتى.. ولكنها تستريح من حيرتها أن وضعت أمامها عبارتين، هما: "موهبة الله" و"محبة الله للأطفال".
هو القديس أثناسيوس الذي لقبوه بالرسولي، وهو أصغر من جلس علي كرسي مارمرقس، وهو أعظم من جلس علي هذا الكرسي، وكان بطلًا عظيمًا من أبطال الإيمان، وهو بعد شاب. وصار بطريركًا وهو في حوالي الثلاثين. ووضع كتبًا عظيمة مثل "تجسد الكلمة" و"الرسالة إلي الوثنيين" وهو شاب صغير.
إننا نسعد جدًا، ونمتلئ بالرجاء، حينما نعرف أن نضوج الأطفال المبكر سببه موهبة الله ومحبته.
فالله الذي كان مع هؤلاء الأطفال وأعطاهم بغني من مواهبه، هو أيضًا قادر أن يعطينا. المهم أن نتضع ونصير مثل الأطفال حسب وصيته، ونقف أمامه فارغين.