![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنا تُرسٌ لك ![]() «صارَ كلام الرب إلى أبرام في الرؤيا: لا تخف يا أبرام. أنا تُرسٌ لك. أجرُكَ كثيرٌ جدًا» ( تكوين 15: 1 ) تعرَّض أبرام لضغوط ذهنية ونفسية، وتوفَّرت لديه الأسباب التي تجعله يقتنع أن حلفاء ملك عيلام الأقوياء، لن يستسلموا للهزيمة التي فاجأهم بها أبرام ليلاً، وعلِم أنهم لا بد أن يعودوا ويستجمعوا قواهم للانتقام. فبهزيمته لكدرلعومر وحلفائه، صار لأبرام أعداء أقوياء، أنفسهم مُرَّة، ولم يكن مِن المحتمل أنهم سيَرضون أن يتجرَّعوا مرارة الهزيمة في صمت، فهؤلاء الذين كانوا أقوياء لدرجة استطاعوا معها أن يهزموا ملوك سدوم وعمورة والمدن التي حولهما، لن يضعفوا في مواجهة أبرام العبراني والنفر القليل الذي معه. وفي ظل هذه الظروف «صارَ كلامُ الرب إلى أبرام في الرؤيا: لا تخف يا أبرام. أنا تُرسٌ لكَ». فالرب في نعمته المترفقة، أراد أن يُهدئ من روع القلب المضطرب لذلك الرَّجُل الذي سُرَّ أن يدعـوه ”خَلِيله“. ثم يقول له الرب أيضًا: «أجرُكَ كثيرٌ جدًا (أنا أجرُكَ الكثير جدًا)»، وهذه كلمة ثمينة جدًا. فبعد هزيمة أبرام لكدرلعومر، وبعد أن قابل ملكي صادق، وباركه وأنعَشَهُ، عرَض عليه ملك سدوم أن يأخذ أبرام الغنائم ويُعطيه النفوس ( تك 14: 21 ). لكن هذا الذي كان «ينتظر المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئُها الله»، لم يرضَ أن يقبل شيئًا من عطايا هذا العالم، وقال له: «رفعت يَدي إلى الرب الإله العلي مالك السماء والأرض، لا آخُذنَّ لا خيطًا ولا شراك نعل ...، فلا تقول: أنا أغنيتُ أبرام» ( تك 14: 22 ، 23). ويا للجواب النبيل! ولكن الله لا يرضى أن يرى عبيده يُكرمونه ويطلبون مجده، وفي النهاية يخسرون. لقد رفض أبرام قبول غنيمة سدوم، لكن الرب ـ إله التعويضات ـ يُكافئه بسخاء. ومثلما حدث عندما أظهر أبرام الشهامة، وقال لابن أخيه لوط: «اعتزل عني. إن ذهبتَ شمالاً فأنا يمينًا، وإن يمينًا فأنا شمالاً ... وقال الرب لأبرام بعد اعتزال لوط عنهُ: ارفع عينيكَ وانظر ... لأن جميع الأرض التي أنت ترى لكَ أُعطيها ولنسلك إلى الأبد» ( تك 13: 9 - 15)؛ هكذا الآن، فإذ رفض أبرام قبول تَقدمة ملك سدوم، هذا الرفض قوبل من جانب الله بالتعويض، بل بأعظم تعويض، وذلك بأن كلَّمه الله في الرؤيا، فامتلأ قلب عبده بالفرح! وما أكثر الخسائر التي تُصيب شعب الرب، هذه الأيام، بسبب قبولهم تَقدمات العالم! ولذلك فما أقل الذين يُكلِّمهم الرب كما كلَّم أبرام هنا! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
«تُرسٌ ومجَنٌ حقُّهُ» |