منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 04 - 2021, 10:49 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,310,262

لامك وأولاده

لامك وأولاده

وَاتَّخَذَ لاَمَكُ لِنَفْسِهِ امْرَأَتَيْنِ:
اسْمُ الْوَاحِدَةِ عَادَةُ، وَاسْمُ الأُخْرَى صِلَّةُ
( تكوين 4: 19 )



كان عصر ما قبل الطوفان عصر شر وفساد فائقين، إذ كثرت الخطية، ولكن لم يكن ثَمة تعدٍ حيث لم يكن ثَمة ناموس ليُكْسَر. وليس ذلك فقط، بل لم تكن بعد ثَمة سُلطة إلهية مُرتبة على الأرض، حيث لم يكن هناك أحدٌ مُخوَّلاً بحمل سيف العدالة، مُمثِّلاً لله أمام رفقائه من الجنس البشري. ولكن ذلك ترتب وتثبَّت بعد الطوفان ( تك 9: 1 -6). في ذلك العصر الغابر كان كل إنسان ناموسًا لنفسه. وبلغ الأمر ذروته في حالة لامك الذي كسر ترتيب الله الذي من البدء بخصوص الزواج، حيث كان رجل واحد يتحد بامرأة واحدة. ويبدو أنه كان أول مَن كسر هذه القاعدة وارتبط بأكثر من زوجة. لم يكن يعبأ بترتيب الله. حقيقي أنه ارتبط بزوجتين فقط، لكن لامك كان هو الذي فتح بوابات طوفان ذلك الشر! وكان أول مَنْ ارتاد سبيل هذا الشر البغيض على الأرض. هذه هي شهوة الجسد.

وقد أدَّت شهوة الجسد إلى شهوة العيون. فأحد أبنائه أضحى رائد التجارة «كان أبًا لساكني الخيام ورعاة المواشي»، حيث سكن مع ذريته في خيام بدوية، تجول الأرض مع قطعانها، وتتردَّد مع حيواناتها دونما استقرار لفلاحة الأرض، فكوَّنوا نواة التجارة والنقل.

ابن آخر صار رائد الفنون والعلوم، إذ «كان أبًا لكلِّ ضاربٍ بالعود والمزمار»؛ أي أول مَن أبدَع الجانب الذهني والذوق الجمالي في الحياة. وصار الابن الثالث رائد الصناعة والاختراعات؛ «الضارب كل آلة من نحاس وحديد»، ومن ذُريَّته خرج صُنَّاع آلات النحاس والحديد.

ثم يُسجل الوحي اسم أُخت لهم “نعمة”. ومعنى اسمها على ما يبدو “مسرَّة” أو “جمال”، وهي اسم على مُسمَّى، فقد مثَّلت جانب المُتعة في الحياة، وصارت رائدة في هذا المضمار؛ مضمار المسرَّات العالمية.

ولنذكر أن “شهوة العيون” ليست قصرًا على ما نراه بعيون رؤوسنا، بل بعيون عقولنا. وهي تنسحب على كل مسعى روح الإنسان الدؤوب، ومحاولاته اللاهثة للبحث والمعرفة، والتي توصم الإنسان المُتجنب عن مصدر المعرفة الحق، الله. واليوم فإن الإنسان محموم بالاندفاع وراء اكتشاف عوالم جديدة وأفكار حديثة في مجال المعرفة، ولكنهم “دائمًا يتعلَّمون، ولا يُقبلون إلى معرفة الحق أبدًا”.

وهكذا نرى في لامك وعائلته ما يُشبه جدولاً صغيرًا تنامى وفاض حتى أصبح اليوم نهرًا جارفًا.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إن مسئولية الأب هي أن يحتوي زوجته وأولاده
مس الشيطان ممتلكات أيوب وأولاده
صور نادرة لمحمد الهنيدي وزوجته وأولاده
عاجل ..سجن صفوت الشريف وأولاده
الأرخن تادرس عريان وأولاده


الساعة الآن 12:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025