وهل يمكن للشهوات أن تنمو فى تربة دون أن يتبعها الظلـــــم ؟ ، والظلــــم الرهيب الصارخ القاسى ؟؟ ! وقد صدر هذا الظلم أول ما صدر عن المرأة ، المرأة التى كان ينبغى أن تكون شعاراً للحنان والرقة والعطف ، فبقرات باشان يصفهن عاموس بالقول : « الظالمة المساكين الساحقة البائسين » " عا 4 : 1 " وأغلب الظن أن نساء إسرائيل قد ظلمن هؤلاء المساكين البائسين عن طريق أزواجهن وقد قسا الرجال بدورهم حتى كان يبلغ هذا الظلم مرتبة الإفناء : « المتهمون المساكين لكى تبيدوا بائسى الأرض » "عا 8 : 4 " وقد صاحب هذا الظلم الكثير من الآثام والدنايا والشرور ، فالرؤساء قبلوا الرشوة ، ومن ثم تفشى فى القضاء الاعوجاج ، ولم يستطع المسكين البائس أن يقف على قدميه ، فجاع وتعرى ، وبيع بثمن بخس رخيص : « الضعفاء بفضة والبائـــس بنعلين » " عا 8 : 6 " وغمر الغش الأسواق ، لنصغر الإيفة ونكبر الشاقل وتعوج موازين الغش » "عا 8 : 5 " كان ظلمهم الأكبر لنفوسهم وللحياة وللواجب ، هو طرحهم اللّه وراء الظهر ، وضياع العبادة الحية الحيقية الكريمة .