منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 01 - 2021, 04:47 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,310,262

حزقيال ومن هو !! ؟



حزقيال ومن هو !! ؟



الاسم حزقيال معناه « الرب يقوى » ، وقد كان كاهناً من سبط لاوى ، ويعد من أعظم الأنبياء الذين ظهروا فى العهد القديم ، وقد دعى للنبوة فى السنة الثلاثين ، ويعتقد البعض أن هذا التاريخ إشارة إلى السنة التى قام فيها نبو بولاصر بتحرير بابل من سلطان آشور ، أى أنها محسوبة من تاريخ تحرير بابل .. وإن كان آخرون يعتقدون أنها السنة الثلاثون من حياته ، باعتبار أن الكاهن يبدأ عمله فى الثلاثين من عمره ، وعلى أية حال ، فمن المرجح أنه بدأ النبوة عام 395 ق.م. إذ أنه كان واحداً من المسبيين الذين سبوا مع الملك يهوياكين عام 895 ق . م. وربما كان فى الخامسة والعشرين من عمره فى ذلك الوقت ، ... ولعله من اللازم أن نشير إلى الأحداث التى أحاطت به فى ذلك التاريخ ، وهذا يقتضينا العودة إلى الوراء قليلا إلى أيام يهوياقيم الملك الذى عمل الشر فى عينى الرب ، فأنهض عليه نبوخذ ناصر ملك بابل ، الذى استعبده ثلاث سنوات ، وإذ حاول التمرد أرسل إليه الغزاة التابعين له لتحطيمه وإذلاله،... فمات وملك ابنه يهوياكين عوضاً عنه ، وسار فى طريق الشر كما سار أبوه، غير أنه لم يبق فى ملكه أكثر من ثلاثة أشهر ، إذ صعد نبوخذ ناصر إلى أورشليم، وسبى الملك ، ومعه حزقيال ، وأفضل الناس فى الأمة ، وكان فى ذلك الوقت يبنى بابل ، ويسخر فى بنائها أفضل الصناع والعمال ، .. وقد بقى يهوياكين سجيناً ستة وثلاثين عاماً طوال حكم نبوخذ ناصر ، حتى جاء أويل مرودخ فأخرجه من السجن وكلمه بخير وجعل كرسيه فوق كراسى الملوك الذين معه فى بابل ... ووفى خلال هذه الفترة تمرد الملك صدقيا على نبوخذ ناصر ، فعاد إلى أورشليم وخربها ودمر الهيكل ، بعد أحد عشر عاماً من غزوها السابق حوالى 587 ق.م. .
ولعله من الازم أن نعرف أن حزقيال ، وإن كان قد ذهب إلى السبى ، لكن رسالته ونبوته كانت لإسرائيل كله ، والشطر الأول من النبوة يتجه فى أغلبه ، حتى الأصحاح الرابع والعشرين ، إلى التهديد والوعيد ، قبل أن تدمر أورشليم والهيكل التدمير الرهيب وتأتى أفواج أخرى من المسبيين إلى بابل ، واتسمت النبوة فى الشطر الثانى ، إلى آخر الأصحاح الثامن والأربعين ، بالرجاء والأمل لشعب مسحوق ، طحنه الغزو ، وسيبقى فى أسره المدة سبعين سنة كاملة ، وأغلب الظن أن حزقيال عاش النصف الأول من هذه المدة ، كالراعى الذى يخدم بين البؤساء والمطحونين والمعذبين ، بما تحفل به حياتهم من الضياع والقسوة واللامبالاة والأنانية وفقدان الرؤية والانتهازية واليأس ، فإذا جاز لنا أن نتصور الشعوب المغلوبة على أمرها فى أعقاب الحروب ، وقد قسا عليها الاستعباد والجوع والعرى والحاجة والألم والتشـــــريد ، فلنا أن نتصور حزقيال بين المسبيين ، ورسالته بينهم !! ...
كان ولا شك ، محباً عظيماً لشعبه ومواطنيه وبلاده ، وكانت آلامهم آلامه ، وعذاباتهم تملأ قلبه ومشاعره ، وكان صورة للراعى المحب الذى قال له الرب : « يا ابن آدم ها أنذا آخذ عنك شهوة عينيك بضربة فلا تنح ولا تبك ولا تنزل دموعك، تنهد ساكناً . لا تعمل مناحة على أموات . لف عصابتك عليك واجعل نعليك فى رجليك ولا تغط شاربيك ولا تأكل من خبز الناس . فكلمت الشعب صباحاً وماتت زوجتى مساء . وفعلت فى الغد كما أمرت » " حز 24 : 15 - 18 "... كانت وفاة زوجته الفجائية آية ومثلا لبنى إسرائيل ، وإذ توفيت ، ذهب إلى رسالته بقلب مكسور ، ولكن بغرض غير مكسور ، ... كان أشبه من هذا الجانب بوليم الصامت الذى لا يتكلم ، ولكنه أحب هولندا وآلامها حباً يفوق الوصف ، وجاء عنه : « لقد سار فى الحياة يحمل آلام شعبه على كتفيه بوجه مبتسم ، كان اسمهم آخر ما تردد على شفتيه ، وقد أسلم نفسه ، فى ضجعة الموت فى يقين الجندى الذي عاش من أجل البر طوال حياته ، بين يدى قائده الأعظم المسيح ، وكان الشعب متحمساً ووفياً له إذ وثق به ودعاه الأب وليم ، ولم تستطع كل غيوم الدسائس التى تجمعت ، أن تطفىء من عيونهم بريق الثقة فى عقله الرفيع ، إذ كانوا يتطلعون إليه فى أحلك المآسى والليالى ، ولقد كان طوال حياته النجم الهادى لأمة شجاعة ، وعندما مات كان الأطفال يصرخون فى الشوارع » ... على أن حزقيال لم ينس قط أن السبى لشعبه وأمته جاء نتيجة الشر والخطية ، وقد ظهرت هذه الخطية واضحة فى حياة المسبيين ، التى امتلأت بالشرور ، كما أشرنا ، أو كما وصفهم اللّه له ، قائلا : « يا ابن آدم إنا مرسلك إلى بنى إسرائيل إلى إمة متمردة قد تمردت علىّ . هم وآباؤهم عصوا على إلى ذات هذا اليوم والبنون القساة الوجوه والصلاب القلوب أنا مرسلك إليهم ... لأنهم قريس وسلاء لديك وأنت ساكن بين العقارب . من كلامهم لا تخف ومن وجوهم لا ترتعب لأنهم بيت متمرد » " حز 2 : 3 و 4 و 6 " وما أقسى أن يخدم إنسان بين جماعات القريس ، والسلاء ، والعقارب ، فالقريس هو ذلك العشب البرى الخشن الذى ينبت مكان الأزهار والأشجار المثمرة ، أو هو الحقل المجدب الذى لا ثمر فيه أو إنتاج ... وهو ، أكثر من ذلك ، الحقل الممتلئ بالأشواك ، .« والسلاء » الحقل الذى لا يصلح فيه الكفاح العادى بل يحتاج إلى المزيد من الجهد والعرق والتعب ، ... وإلى جانب هذا كله هو الحقل المؤذى « وأنت ساكن بين العقارب » وهنا الخطر ، بل الطامة الكبرى ... ويمكن أن نتصور هذا كله فى كنيسة ما ، تمتلئ بالقريس أو بمن لا يعملون ، وإذا كان لهم من عمل فهم سلاء لا هم لهم إلا زرع الأشواك والمتاعب ، ويتحولون مع الأيام ، يدرون أو لا يدرون ، إلى عقارب تلذع وتضر !! .
كان حزقيال محباً عظيماً ، لكنه فى الوقت نفسه ، مع جماعات كهذه الجماعات ، لم يكن قصبة تهزها الريح ، بل كان صلباً فولاذياً يواجه صلابتهم وشدتهم ، ولا شبهة فى أنه كان يملك إرادة جديدية ، وشجاعة خارقة لا تنحنى أو تنثنى ، وقد صنعه اللّّه هكذا : « ها أنذا قد جعلت وجهك صلباً مثل وجوههم ، وجبهتك صلبة مثل جباههم . قد جعلتك جبهتك كالماس أصلب من الصوان فلا تخفهم ولا ترتعب من وجوههم لأنهم بيت متمرد » " حز 3 : 8 و 9 " ..
وكان حزقيال أيضاً بليغاً فصيح البيان ، ومع أن رسالته كانت فى مطلعها كالسوط اللاذع ، إلا أنها بعد دمار أورشليم ، اتسمت بالرجاء والأمل ، واكتسبت حلاوة وجاذبية ، أسرت آذان السامعين، وإن كانت أبعد من أن تمتلك قلوبهم التى شغلت بحب المكسب ، شأن اليهود إلى اليوم فى العالم كله : « ويأتون إليك كما يأتى الشعب ويجلسون أمامك كشعبى ويسمعون كلامك ولا يعملون به لأنهم بأفواههم يظهرون أشواقاً وقلبهم ذاهب وراء كسبهم . وها إنت لهم كشعر أشواق الجميل الصوت يحسن العزف فيسمعون كلامك ولا يعملون به . وإذا جاء هذا . لأنه يأتى . فيعلمون أن نبياً كان فى وسطهم » " حز 33 : 31 - 33 " !! ..
ومن الواضح أن حزقيال أيضاً كان الرجل الواسع الخيال ، القادر على استخدام المجاز والرموز والأمثال فى تأدية رسالته ، وقد وصفه جورج ماثيسون قائلا : « لكى تفهم إنساناً ، إعرف مثله العليا بين الناس » . وقد كان أبطال حزقيال فى نظره نوحا وأيوب ودانيال وهؤلاء الثلاثة فقدوا عالمهم ، ولكن نوحاً أوجد عالماً جديداً ، ورأى أيوب اللّه فى العاصفة ، وصنع دانيال أشياء عظيمة لمواطنيه فى مكانه الجديد ... وكان حزقيال مسبيا ولكنه فى السبى كان قوة هائلة رافعة لمواطنيه المسبيين !! ..
كان حزقيال رائياً عظيماً ، والحاجة ماسة لرجال الرؤى فى أوقات الظلام ، إذ أنهم يستطيعون اختراق الحجب ، واكتشاف مالا يستطاع اكتشافه ، وقد استطاع حزقيال تقوية موطنيه ببعث روح الرجاء والأمل فيهم ... كان الرجل قريباً من اللّه ، وكانت عليه يد الرب ، وقد أسمعه الرب ما لم يستطيع غيره أن يسمعه ، إذ أن أذنه كانت أرهف وأرق وأقوى سمعاً وقد كشف له الرب ما لم تستطع عيون الآخرين رؤياه ، ومثل هؤلاء الرجال قوة هائلة فى لحظات المحن والمآسى والدموع .
كان حزقيال فى جوهر رسالته رقيب الأمة ومرشدها ، وكان لباب حديثه على الدوام: التوبة : « من أجل ذلك أقضى عليكم يا بيت إسرائيل كل واحد كطرقه يقول السيد الرب . توبوا وارجعو عن كل معاصيكم ولا يكون لكم الإثم مهلكة . إطرحوا عنكم كل معاصيكم التى عصيتم بها ، واعملوا لأنفسكم قلباً جديداً وروحاً جديدة ، فلماذا تموتون يابيت إسرائىل ؟ لأنى لا أسر بموت من يموت يقول السيد الرب . فارجعوا واحيوا » "حز 18 : 30 – 32 " .
حزقيال والفكر اللاهوتى فى سفره
ومع أنه ليس من السهل الإلمام بسفر حزقيال فى سرعة وعجالة ، إلا أنه يحسن أن نمر بأهم أصحاحاته مروراً سريعاً ، والسفر على الأغلب ينقسم إلى جزءين : أولهما قبل خراب أورشليم وتدميرها ، والثانى بعد هذا الخراب ، وكان القصد من الجزء الأول كشف الخطية ، والتنبيه إلى عقابها الرهيب ، وإذا لم يتب الشعب ويرجع إلى اللّه،... ولما لم تحدث التوبة ، ووقعت الواقعة الرهيبة ، وسوى نبوخذ ناصر أورشليم بالأرض التى أقيمت عليها ، وحولها إلى أنقاض وخرائب ، ودمر الهيكل تدميراً تاماً ، إذل الشعب إذلالا رهيباً ، وعلق المسبيون أعوادهم على الصفصاف فى بابل ، وانقطع بينهم شدو الأغنية ، واستبد بهم الحزن واليأس العميق ، كان على حزقيال ، كما سنرى، ان يخرجهم من بالوعة اليأس التى طوتهم ، ويقيمهم على أقدامهم ليتطلعوا ، فى أعماق الليلى ، إلى النجم الذى يلمع بالرجاء فى وسط ماسيهم وأحزانهم !! ...
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كيف يأمر الرب نبيه حزقيال ان ياكل كعكا علي الخرء الذي يخرج من الانسان ؟ حزقيال 4: 12
هل نبوة حزقيال عن ياتي الذي له الحكم هي عن رسول الاسلام ؟ حزقيال 21
الرد على ادعاء اعتراف التلمود بتحريف سفر حزقيال. حزقيال 44-46
هل حزقيال عندما يقول اذا رجع الشرير يحيا ومعاصيه لا تذكر ينفي الحاجة للفداء؟ حزقيال 18: 21
هل استجابة الرب لطلبة حزقيال يعتبر ناسخ ومنسوخ ؟ حزقيال 4: 10-12


الساعة الآن 01:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025