منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 12 - 2020, 02:13 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,310,262

بولس الرسول والرسالة إلى أهـل فيلبي


بولس الرسول والرسالة إلى أهـل فيلبي


تتجمع في الرسالة إلي أهل فيلبي سمات رفيعة عن الإيمان بالرب يسوع المسيح مع أعمال المحبة والسلوك المسيحي . وما أطلق عليه {أنشودة يسوع المسيح } في الأصحاح الثاني إنما هو ترنيمة كانت تتغني بها الكنيسة المسيحية في العصور الأولي عن { العبد المتألم } وتتضمن الكثير مما جاء في (إش53) قد استعارها القديس بولس، وهي تتمشي مع قول الرب يسوع المسيح” من وضع نفسه ارتفع” هذا بالاضافة إلي أنها تصف قمة اتضاع الرب يسوع في تجسده وموته كذبيحة حية مقبولة أمام الله الآب ” وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتي الموت موت الصليب” (في 8:2). كما تصف هذه الترنيمة مقدار العلو في الرفعة التي رفعه إليها الله، فقد أعطاه”إسماً يفوق كل اسم” . لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض وما تحت الأرض. ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب”(في 9:2-11).

هذه الرسالة خاصة بمؤمني فيلبي فقط، فقد أراد القديس بولس أن يشكر المؤمنين علي مساعدته مادياً في وقت حاجته وهو سجين في روما. فبمساعدتهم له كانوا بذلك يعملون علي امتداد ملكوت الله ونشر الكرازة. وهذه الرسالة هي رسالة الفرح، فيذكر الفرح في الألم (في1:1-30)، ثم يذكر الفرح في الخدمة (في1:2-30) ، والفرح في الإيمان (1:3-21 ) ، ثم الفرح في العطاء (في 1:4-23). وقد كتبت هذه الرسالة عام 61م تقريبا من رومية بيد أبفرودتس وهو أحد اعضاء كنيسة فيلبي.

في الأصحاح الأول يرسل بولس التحية إلى جميع القديسين في المسيح يسوع الذين في كنيسة فيلبي، تلك المدينة المقدونية، التي أسس كنيستها هو ورفقته منذ عشر سنوات أثناء رحلته التبشيرية الثانية، ذاكراً “بولس وتيموثاوس عبدا يسوع المسيح ” كمرسلين لهذه الرسالة، واعتبر انهما ملكاً للرب يسوع المسيح جسداً وروحاً وفكراً خاضعيَّن للرب في كل شئ. مع أنه ابتداءاً من الآية الثالثة كان يتحدث بصيغة المفرد، معبراً لهم عن فرحه ومحبته وعواطفه نحوهم. وقد ورد لفظ “أساقفة وشمامسة” لأنه يوجد في فيلبي أكثر من أسقف ولقب قسوس أُطلق على الأساقفة كما ورد في(أع17:20، 28)، أما الشمامسة فيرجع ذلك إلى (أع2:6) حيث عيَّنتْ الكنيسة سبعة رجال كان عملهم شبيه بخدمة الشمامسة. واوضح أن كونه قد سُجن لأجل المسيح فقد أصبح ذلك معلوماً للجميع مما أدى إلى انتشار الكرازة بالإنجيل (في12:1-14) ، وتشجيع الاخوة المؤمنين وثباتهم في تعاليم الرب يسوع المسيح المحيية بلا عثرة إلى {يوم المسيح} أي يوم المجئ الثاني للرب يسوع المسيح”مملوئين من ثمر البر الذي بيسوع المسيح لمجد الله وحمده” (في 11:1). وثمر البر هو الثمر الذي يصلي من أجله الرسول بولس لكي يمتلئ به كلُ المؤمنين المسيحيين من أعمال صالحة عاملة بالمحبة ناتجة عن حلول بر الله في حياتهم، وهذا كله نناله من ربنا يسوع المسيح لمجد الله الآب.

كان بولس الرسول يكرز بكل مجاهرة في كل حين وهو لا يخاف الموت ” كذلك الآن يتعظم المسيح في جسدي سواء كان بحياة أم موت. لأن الحياة لي هي المسيح والموت هو ربح… لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح. ذاك أفضل جداً.”(في 20:1-23) . ثم يدعوهم بأن يعيشوا فقط كما يحق لإنجيل المسيح، ثابتين في روح واحد مجاهدين معا بنفس واحدة لإيمان الإنجيل. غير خائفين من المقاومين ” لأنه قد وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضا أن تتألموا لأجله “(في 29:1).

في الأصحاح الثاني يدعو الرسول بولس المؤمنين للاتحاد والتواضع والشركة واثقين في كنيستهم، لأن في التفكك والانقسام رفضاً لمشيئة الله، لأن للجميع الروح الواحد وهم ينتمون بعضهم لبعض كجسد واحد، طالباً منهم أن يظهروا المحبة والمودة والعطف للآخرين في { أحشاء ورأفة }، وأن يعتادوا على ان يكون لهم فكر واحد ورأي واحد والكلام بما هو لصالح غيرهم. كما شجعهم الرسول بولس على الحذر من الأنانية وسوء الظن والحسد. لقد أخلى ابن الله الأزلي الأبدي ذاته وأخذ جسداً بشرياً وطبيعة بشرية ليشابهنا في كل شئ ما عدا الخطيئة وحدها، ولاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين، وكان خاضعا لله الآب ولمشيئته لخلاص البشرية، وأيضا لكي ما يخبرنا عن الله الآب كقوله لفيلبس” الذي رآني فقد رأى الآب . … . ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب فيّ ” (يو9:14-10). “وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتي الموت موت الصليب. لذلك رفَعه الله أيضاً وأعطاه اسماً يفوق كل اسم . لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب”(في8:2-11). ويشجع القديس بولس المؤمنين فيقول” تمموا خلاصكم بخوف ورعدة. لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة ” (في 11:2 -13). كان بولس سجيناً في إنتظار محاكمته والحكم عليه أو إطلاق سراحه بسبب مناداته بإنجيل يسوع المسيح. كان قد أرسل الفليبيون مبلغاً من المال له مع أحد شيوخ الكنيسة هناك وهو أيفرودوتس الذي مرض وقارب الموت، وبعد شفائه رجع بهذه الرسالة كخطاب شكر لهم، فيها ووعدهم أنه فور علمه بقرار المحاكمة سيرسل لهم القديس تيموثاوس ليخبرهم بقرار المحكمة، وأنه مستعد لقبول كل ما يسمح به الله له (في 25:2.).

في الإصحاح الثالث نادى بولس الرسول بالفرح، ولكن لابد أن يكون الفرح في الرب، لأن الفرح هو جوهر الكتاب المقدس، البشارة المفرحة. والكتاب المقدس يرسم لنا الطريق المأمون بعيدا عن الانحرافات الناموسية والختان الحرفي الجسدي التي تبعدنا عن الحق والحرية (غل 7:1-9)، (2كو13:11)، { فالختان القلبي والروحي هو الأهم }، “لأننا نحن الختان الذين ،نعبد الله بالروح، ونفتخر في المسيح يسوع ولا نتكل على الجسد “(في 3:3). فالله يطالبنا فقط بالإيمان والطاعة لتعاليم الرب يسوع المسيح والتمتع بالخلاص المجاني الذي نلناه. واستطاع ان يقدم لهم قائمة بسبع نقاط هامة في حياته ثم خلص إلى القول أنه يكفيه أن يربح المسيح ويوجد فيه”من جهة الختان مختون في اليوم الثامن من جنس إسرائيل من سبط بنيامين عبراني من العبرانيين. من جهة الناموس فريسي، من جهة الغيرة مضطهد الكنيسة، من جهة البر الذي في الناموس بلا لوم، ولكن ما كان لي ربحا فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة. بل إني أحسب كل شئ خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح وأُوجد فيه وليس لي بِّري الذي من الناموس بل الذي بإيمان المسيح البِّر الذي من الله بالإيمان. لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبها بموته. لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات.” (في5:3-11).

ثم ذكر أن الذين يفتكرون في الأرضيات، الذين إلههم في بطونهم ومجدهم في خزيهم. وأوضح بما لا يدع مجالا للشك فقال عن المؤمنين: ” فإن سيرتنا نحن هي في السموات التي منها أيضا ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون علي صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شيء” (في20:3-21).

في الأصحاح الرابع يبدأ القديس بولس بإظهار عمق عواطفه الصادقة نحو إخوته الأحباء والمشتاق إليهم أعضاء كنيسة فيلبي، واصفا إياهم أنهم سروره وإكليله، وشاكرا إياهم من أجل تقدماتهم السخية، وطالبا منهم أن يثبتوا في الرب (في 1:4). قام القديس بولس بمعالجة الانقسامات وروح التحزب في كنيسة فيلبي بعبارات عامة (في 1:2-5)، وعندما علم بوجود خصومة بين خادمتين بالكنيسة هما أفودية وسنتيخي اللتين جاهدتا معه لأجل خدمة الإنجيل استخدم اسلوبا رقيقا لا يمكن معه الظن بأي منهما يقدمها على الأخرى، وطالبا منهما “أن تفتكرا فكرا واحدا في الرب” (في2:4). وبعد أن مدحهما ذكر اسم اكليمندس ونظرا لكثرة من يجب أن يمتدحهم قال عنهم أنهم يمكن أن يتأكدوا أن أسماءهم مكتوبة في”سفر الحياة” كما جاء في(خر32:32)،(دا1:12)، (رؤ5:3)، (رؤ15:20) ، (رؤ19:22) لأن الحياة هي هبة وعطية مجانية من الله (مز28:69)، وسفر الحياة هو السفر المدونة به أسماء المقبولين عند الله الذين نالوا الخلاص بإيمانهم بالمسيح رباً وفادياً ومخلصاً وكانوا أبراراً، عاشوا كل أيام حياتهم في تسليم كامل بمشيئة الله.

أنهى الرسول بولس رسالته بالتمنيات الطيبة المتبادلة في المسيح يسوع، وأوضح ان التدبير الإلهي سمح بوجود موظفين مؤمنين مسيحيين في البلاط الامبراطوري في روميه في “بيت قيصر”.

وكما بدأ الرسالة أنهاها بصلاة تضم كل الطلبات الأخرى، لتكون: “نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم. آمين” (في 23:4).
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2 :8
بولس الرسول والرسالة إلى أهـــل أفسس
بولس الرسول والرسالة إلي أهـل غلآطيـة
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي ( 3 : 20 ، 4 : 1 ـ 9 )
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبى ( 1 : 27 - 2 : 11 )


الساعة الآن 11:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025