![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
*يعقوب المختار* ![]() إن قصة الاختيار من أعمق ما يمكن أن يواجه الذهن البشرى وليس من سبيل للإنسان أن يفهم الأساس الذى يختار به الله الفرد أو الشعب ليحمل رسالته بين الناس... وقد كنت مختاراً بهذا المعنى، وليس لأى إنسان وهو يرى الحكمة الإلهية العميقة وراء الاختيار إلا أن يقول: "يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء لأن من عرف فكر الرب أو من صار له مشيراً أو من سبق فأعطاه.. * يعتقد البعض أن الرسول بولس وهو يتحدث عن الاختيار فى رسالة رومية لم يكن يقصد المفارقة بين عيسو ويعقوب كشخصين بقدر ما كان يقصد أنهما يمثلان أمتين وشعبين وأن الله فى حكمته الأزلية رفض آدوم واختار إسرائيل... * وأن الآيات الواردة فى الأصحاح التاسع من رومية لم تقصد فرض صحته لم يعطنا حلاً للمشكلة أو تفسيراً لها.. * كما أنه من الخطأ الواضح، وقصر النظر أن تربط الاختيار بسبق الله لمعرفته بما سيعمله الإنسان والرسول ينفى تماماً هذه القاعدة "لكى يثبت قصد الله حسب الاختيار ليس من الأعمال بل من الذى يدعو".. ولو أخذنا بهذه القاعدة لرفض الله عيسو ويعقوب معاً، فلئن كان عيسو مستبيحاً وزانياً ، فإن يعقوب المخادع الماكر الأنانى لم يكن فى أعماله ما يدعو إلى الاختيار أى يشجع على الأفضلية.... *فى الواقع أن جميع مقاييس الناس لا تصلح البتة أن تخضع الاختيار الإلهى للميزان البشرى، وإلا فهل يمكن أن يقع الاختيار على راحاب الزانية فى مدينة أريحا؟ وهل يمكن والموآبى ممنوع أن يدخل فى شعب الله إلى الجيل العاشر أن يكون هناك مجال لراعوث الموآبية؟.. عندما تحدث الله إلى حنانيا عن الشاب الطرسوسى بولس فزع الرجل: "يا رب قد سمعت من كثيرين عن هذا الرجل كم من الشرور فعل بقديسيك فى أورشليم وههنا له سلطان من قبل رؤساء الكهنة أن يوثق جميع الذين يدعون باسمك" "فقال له الرب اذهب لأن هذا لى إناء مختار ليحمل اسمى أمام أمم وملوك وبنى إسرائيل لأنى سأريه كم ينبغى أن يتألم من أجل اسمى".. |
|