تعرف على سبب دخول المواطنين في شرائح كهربائية أعلى

[Mary Naeem]

تعرف على سبب دخول المواطنين في شرائح كهربائية أعلى

مرّت ثلاثة أشهر لم يأت محصل الكهرباء لقراءة العداد، إلى "ربيع القاضي" 56 عامًا، لم ينتبه الرجل إلى الأمر في بدايته، وظن أنها مجرد تأخير روتيني في إجراءات وصول الإيصالات وتحصيل الكهرباء في منزله بمركز بلقاس محافظة الدقهلية.

إلا أنه تفاجأ في الشهر الرابع بإيصال كهرباء يطالبه بمبلغ 3 آلاف جنيه، بدعوى الاستهلاك الزائد، وحين ذهب إلى شركة الكهرباء التابع لها؛ لكونه لم يزد استهلاكه أخبروه أن تأخير قراءة العدادات من قبل المحصل أدت إلى دخوله في شريحة أعلى في الاستهلاك.

"ربيع" هو واحد ضمن مواطنين كثيرين تفاجأوا بإيصالات كهرباء باهظة الثمن، بسبب تأخير المحصلين القراءة لعدة شهور، ما جعلهم يدخلون في شريحة أعلى، وتحصيل مبالغ أكثر منهم بسبب هذا التأخير.

واتساقًا مع تلك الأزمة، فتقدمت النائبة منى منير، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه لرئيس المجلس ووزارة الكهرباء بشأن تعمد تأخير قراءة عداد الكهرباء، ما يسبب دخول المواطنين في شرائح أعلى بالمخالفة للقانون.

وقالت النائبة: "هناك شكاوى عديدة من المواطنين من تعمد المختصين بقراءة عداد الكهرباء بعدم القراءة إلا كل فترة طويلة تصل لـ3 أشهر، حرصًا على دخول المواطنين في شرائح أعلى".

وأضافت عضو مجلس النواب في بيان لها: "بدلًا من حساب شهر واحد يتم حساب تجميعة لـ3 أشهر أو ما يزيد، ما يدخل المواطن في شريحة عالية من شرائح الكهرباء، ويسبب زيادة القيمة المستحقة عليه".

وأكدت: "هذا الأمر منتشر بكثرة في الآونة الأخيرة، دون تدخل لمواجهة ذلك، كما أنه يسبب ضيقًا للأهالي وتحميلهم تكاليف إضافية لا يوجد حق في تحصيلها".

وطالبت النائبة بأن تتم عملية قراءة العدادات شهريًا بشكل منتظم، لقياس الاستهلاك الشهري الفعلي للمواطن، وعدم تحميله تكاليف لا يوجد حق في تحصيلها منه، مؤكدة أن منظومة قراءة العديد من أصلها تخضع للخطأ البشري بشكل كبير، في ظل صعوبة قراءة جميع العدادات، ما يتطلب منعه إيجاد منظومة جديدة أكثر دقة".

يقول "ربيع" إن شركة الكهرباء أرجعت ارتفاع الإيصالات إلى تأخرها، ما أدخله في شريحة أعلى من استهلاكه، موضحًا أنه تم اتخاذ إجراءات تجاه محصل الكهرباء الذي تأخر في تحصيل الفواتير ووقفه عن العمل حتى لا يتكرر الأمر مرة أخرى.

بدأت مصر العمل بنظام الشرائح في الكهرباء، منذ عام 2014، بعدما أعلنت الوزارة عن خطة لتحرير أسعار الكهرباء على مدى خمس سنوات، ولذلك رفعت الحكومة أسعار الوقود والكهرباء عدة مرات، آخرها العام الحالي.

وكانت كالآتي: "الشريحة الأولى من صفر إلى 50 كيلو وات، الشريحة الثانية من 51 إلى 100 كيلو وات، الشريحة الثالثة من صفر حتى 200 كيلو وات، الشريحة الرابعة من 201 إلى 350 كيلو وات، الشريحة الخامسة من 351 إلى 650 كيلو وات".

"إيمان إبرهيم"، 52 عامًا، وقعت أيضًا في ذلك الفخ، بعدما تأخرت عليها محصل الكهرباء في قراءة العداد لمدة أربعة شهور، وجاءها المحصل بإيصال واحد، بمبلغ 6 آلاف جنيه.

تقول إن الإيصالات لم تأتِ بشكل شهري ولم يقرأ المحصل العداد بشكل منتظم، وحين سألت أحد جيرانها وجدت أن المحصل لم يمر على أحد منهم منذ شهور، فظنت أن هناك عطلًا في شركة الكهرباء وتناست الأمر.

تقول: "المحصل آخر الإيصالات وتراكمت، عشان كده جت بمبلغ كبير، عشان دخلنا في شريحة أعلى، وقدمت شكوى، وشركة الكهرباء وعدت بحلها".

يوجد في مصر 9 شركات توزيع كهرباء، يعمل بها حوالي 7272 محصلًا، و3981 قارئ كشاف، بحسب آخر إحصاء صدر من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2017.

فيما يبلغ عدد المشتركين في الشبكة القومية للكهرباء بمختلف مناطق الجمهورية 35 مليون مشترك، وأظهر الإحصاء أن شركة الكهرباء بالقاهرة تعاني من نقص في العمالة، تحتاج 1100 كشاف وللتحصيل 1200 محصلًا، بينما القوى الأساسية في الكشف 500، وفي التحصيل قرابة الـ700 محصلًا فقط، والعجز يقدر بقرابة 1200 ما بين قارئ كشاف ومحصل.
هذا الخبر منقول من : الدستور