مثل الرصاص، كان الزئبق مفضلًا للنساء الجميلات لقرون؛ إذ كان يستخدم لعلاج الشوائب مثل النمش والبثور. غالبًا ما كان يُخلط مع مستحضرات تجميل أخرى لجعله أكثر فعالية، وأصبح ذا شعبية كبيرة في فرنسا في القرن الثامن عشر.
في ذلك الوقت، غالبًا ما كانت النساء يرسمن وجوههن باستخدام الرصاص الأبيض، ولكن استخدمن “سينابار”، وهو مركب كبريتيد زئبقي لإعطاء اللون القرمزي للخدود والشفاه. استخدم المركب لآلاف السنين كصبغة في الهندسة المعمارية والفخار.
حتى بعد وضعه على مكياج الرصاص السميك، تم امتصاص الزئبق بسهولة في مجرى الدم وتسبب في تقشير البشرة وتغير لونها؛ مما أدى إلى تفاقم الحاجة إلى المزيد من مكياج الرصاص، كما ألحق الضرر بالنظام العصبي، وأدى إلى فقدان الشعر، والأسنان، والأظافر، وارتفاع ضغط الدم، والفشل الكلوي، والعيوب الخلقية، والموت.