تامل فى عيد الغطاس المجيد

[walaa farouk]

يسوع الحبيب
في يوم ميلاد رأيناك طفلاً فقيراً نزل ضيفاً على عالم الحيوان، لتعلمنا أن العظمة الحقيقية ليست في قصر مرصع بالجواهر والأحجار الكريمة! وفي يوم عمادك نراك تنحني أمام يوحنا المعمدان الذي سينحني يوم الدينونة أمام صولجان مجدك لتعلمنا عظمة التواضع!
لقد وقفت وسط مياه الأردن، كفلك نوح وسط مياه الطوفان، وكما كانت الوحوش والحيوانات الأليفة تحيا مع نوح، هكذا يحيا أولادك الأبرار بين الأشرار محتملين لأنهم يؤمنون أن الأرض ليست مسكنهم ووطنهم في السماء وإن ماتوا فذاك الموت يحييهم.
قديماً عندما ضل البشر أيام نوح انفتحت السموات لتغرق العالم بماء الطوفان! وعندما فسد الناس في سدوم وعمورة نزلت من السماء نار وكبريت فأحرقتهم.. واليوم تنفتح السموات التى أُغلقت فى وجه الإنسان بسبب الخطية، لتبدأ البشرية عهداً جديداً مع الله، فُتحت السموات أمام كل خاطيء يبحث عن التوبة والغفران، أمام كل مريض يبحث عن الشفاء الروحي، وأمام كل فقير يبحث عن غنى النعمة وكنوز الفضيلة! وأصبح يوم عمادك دعوة أن نرفع أعيننا إلى فوق حيث السماء مفتوحة ولا نتمسك بالأرض فعليها تنبت الأشواك وتدب الحشرات وفي جحورها تسكن الأفاعى ومصيرها إلى زوال.
وكما صاحب عمادك انفتاح السموات، صاحبه أيضاً نزول الروح القدس عليه بهيئة حمامة، وقد كان ذلك عربون انسكابه على المؤمنين، والذى تحقق بالفعل يوم الخمسين.
والآن في يوم عمادك أراك وأنت تنزل في المياه تحمل خطايانا، ثم تصعد وتتركها لتنزل في قاع نهر الأردن لتموت هناك فأتذكر قول معلمنا بولس " الآن ليس شيء من الدينونة على الذين هم في المسيح يسوع "
أذكرنا يارب وطهرنا من دنس الخطية ولك كل مجد وكرامة منذ الأزل وإلى الأبد أمين