تماثيل السيدة العذراء في ليون في خطر!
هي مدينة ليون التي كانت تضم في القرن الماضي حوالي ال400 تمثال للسيدة العذراء وسط الشوارع، لا تحتوي اليوم إلا على 200 تمثالا. وتحاول مؤسسة “تماثيل السيدة العذراء في ليون” الحفاظ على ما تبقّى من هذا التُراث، وتَجَنُّب فقدان جزء أساسي من التاريخ الفني والروحي للمدينة.
كانت هذه التماثيل تزيّن الأحياء في ليون قبل 100 عام، وبعيدا عن جمالها، شهدت على حماسة الأسلاف من السكان وعلى العبادة المريمية المتأصّلة في تاريخ ليون. لكنّ هذه التماثيل التي تُعتبر حامية للمدينة، في طريقها إلى الزوال. والسبب؟ بعضها تضرر بسبب سوء الأحوال الجوية، والبعض الآخر أُزيل أو دمّرها مالكي أو سكان المدينة؛ “حتّى باتت العديد من الشوارع خالية من تلك التماثيل” وفقا لرئيس المؤسسة إتيان بيكيت-غوتييه.
عبادة مريمية مهمّة
ومن بين المدن المهمة في جنوب فرنسا كمرسيليا، أفينيون، إيكس إون بروفانس، تعتبر ليون من دون شك مدينة مريمية. ويعود انتشار هذه التماثيل إلى مبادرة من السكان وليس من الكنيسة، بسبب حادثتين أساسيتين جرتا في التاريخ. بداية، برغبة من رئيس البلدية ونوابه العام 1643، بعد اجتياح وباء الطاعون في المدينة؛ ومن أجل القضاء على الشر، وعد مسؤولو المدينة الحج إلى فورفير كل عام، وحضور القداديس، وتقديم قطعة ذهبية وشمعة. ومذ ذلك الوقت، كل 8 أيلول، يقوم عمدة ليون بالذهاب إلى كنيسة نوتردام دي فورفيير، ويرافقه رئيس الأساقفة الذي يبارك المدينة من الشرفة. أمّا الحدث الرئيسي الآخر فيتوافق مع إعلان عقيدة الحبل بلا دنس العام 1854.
حماية عاجلة
منذ العام 2009 أي تاريخ إنشاء المؤسسة، وهي تعمل على صيانة التماثيل ومساعدة المالكين على ترميمها. وتهدف المؤسسة إلى نشر الوعي حول أهمية هذا التراث وتقوم بأعمال فعلية من أجل التجديد وتدعم الفنانين المعاصرين في تنفيذ تماثيل جديدة لملئ الشوارع الخالية منها.