لخيش
مدينة محصنة تقع في سهول يهوذا (يش 15: 33 و 39) وكانت سابقًا تعرف بتل الحصى التي تبعد مسافة 16 ميلًا إلى الشمال الشرقي من غزه وأحد عشر ميلًا إلى الجنوب الغربي من مدينة جبرين) ويرجح (الآن) أنها تقع في تل الدوير على بعد خمسة أميال إلى الجنوب الغربي من بيت جبرين ويظهر أنه بين القرنين السابع والعشرين والرابع والعشرين ق.م. كان الناس يسكنون في كهوف حول أطراف تل الدوير حيث بنى الهيكسوس (الملوك الرعاة) حظيرة من اللبن على شكل مربع مستطيل لحماية المدينة وزرب الخيل وحفظ العربات. ومما يلفت النظر في تاريخ الأبجدية أنه وجد رسم خنجر نقش في تل الدوير حوالي سنة 1600 ق.م. كما وجد شكل إبريق وطاس مع نقوش ترجع إلى حوالي القرنين الرابع عشر والثالث عشر ق. م.
وعند احتلال فلسطين سقطت المدينة في يد الشوارع وقتل ملكها (يش 10: 3-35 و 12: 11). وقد حصنها رحبعام (2 اخبار 11: 9) وبنى حولها سورًا مزدوجًا تسنده هنا وهناك أبراج منيعة. وإلى هذه المدينة هرب امصيا ملك يهوذا من وجه الذين ثاروا عليه في أورشليم وأدركوه فيها وقتلوه. (2 مل 14: 19 و 2 اخبار 25: 27) حاصرها سنحاريب ملك آشور حوالي السنة 701 أو 700 ق.م. ومن المعسكر الذي أمامها أرسل وبشاقي ليطلب تسليم أورشليم (2 مل 18: 14 و 17 انظر أيضًا 19: 8 و 2 اخبار 32: 9 و اش 36: 2 و 37: 8) وقد اكتشفت نقوش على ألواح حجرية في قصر سنحاريب في نينوى تظهر الآشوريين يهاجمون المدينة ويحاصرونها ثم بعد ذلك يسوقون أهلها إلى السبي.
تنسب إلى لخيش الخطيئة الأولى لابنة صهيون لأن فيها وجدت ذنوب إسرائيل (ميخ 1: 13) وحاصر نبوخذ نصر لخيش مع المدن الأخرى المحصنة في يهوذا (ار 34: 7). وتدل الحفريات الأثرية على المدينة خربت مرتين في أوائل القرن السادس ق.م. وقد يكون لذلك علاقة بحصار أورشليم (2 مل 24: 10 وما يتبع و 25: 1 وما يتبع).
وقد كانت المدينة عندما أصيبت بالخراب الأول (597) عامرة كثيرة البيوت والمساكن منيعة الحصون والمعاقل فدمرها الكلدانيون تدميرًا تامًا حتى أم ما بقي من السكان أحياء عجزوا عن إعادة بنائها وإرجاعها إلى ما كانت عليه. وبعد السبي رجع إليها السكان واستوطنوها (نح 11: 30).
وقد كشفت الحفريات التي أجريت في إطلال لخيش في سنة 1935 بعض الرسائل المكتوبة باللغة العبرانية وتعود إلى زمن أرميا ويستدل من هذه الرسائل أن جيش الكلدانيين كان يتقدم في الاستيلاء على مدن يهوذا في أواخر حكم صدقيا.