أنتم ملح.. أنتم نور
"أَنْتُمْ مِلْحُ الْأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لَا يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلَّا لِأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لَا يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ، وَلَا يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (متى 5:13-16).
في هذه الكلمات يقول المسيح ربنا لنا: أنتم ملح الأرض وأنتم نور العالم. فإذا رفضكم العالم فإن رفضه لا يفسد ملوحتكم ولا يخفي نوركم. وكما يفعل الملح في الطعام تفعلون أنتم فعلاً إصلاحياً، وإنْ كان خفيّاً، حتى في القوم الذين يريدون أن يهلكوكم. وكما أن طبيعة النور هي الانتشار، هكذا لا بد أن تضيء فضائلكم التي هي ثمر الروح القدس فيكم، فيرى الناس أعمالكم الحسنة ولكن ليس لتمجيدكم أنتم، بل لتمجيد أبيكم الذي في السماوات. وكما أن السراج لا يوقد لكي ينظر الناس إليه، بل لكي ينظروا بواسطته شيئاً آخر أهمَّ منه، هكذا تكونون أنتم. لأن لا قيمة للملح في حدّ ذاته بل في فعله، ولا قيمة للسراج إلا في نوره. ولا قيمة لكم كتلاميذي إلى بأن تصلحوا وتنيروا. قد أقمتُكم لأجل هذا، ليس بين شعب إسرائيل فقط، بل أنتم ملح الأرض بأسرها ونور العالم كله. في شخصكم قبل تعليمكم يظهر الملح والنور، لأن الشخص الحي يفعل ما لا يفعله مجرد التعليم.