القديس أثناسيوس الكبير معلّم المسكونة (+373م)
18 كانون الثاني غربي (31 كانون الثاني شرقي)
في الخدمة الليتورجية
في خدمتنا الليتورجية اليوم تبرز ملامح صورة معبِّرة ترسمها الكنيسة لهذا القديس العظيم. فهو ذو الجلادة والراعي الحقيقي والقاعدة غير المتزعزعة لكنيسة المسيح. وهو الملهم من الله وخادم الأسرار والذهب الخالص الذي كانت له الأحزان ومصارعات الأعداء بودقة كريمة، والذي صاغته كلمة الله خاتماً ليمينها المقدّسة. وهو بوق الكنيسة وقاطع مواكب البدع بقوة الروح والمتكلّم باللاهوت شاروبيمياً. وهو روْض أقوال الكتب الملهمة من الله الذي نقّى نفسه وجسده من كل دنس فظهر هيكلاً لائقاً بالله. في قانون السحر قال عنه ثاوفانس المرنم: "إنني بتقديمي المديح لأثناسيوس، كأني أمدَحُ الفضيلة، أظهرُ بالحري مقدِّماً النشيد لله، الذي من لدنه قد مُنح هو للبشر موضوعاً مستوجباً الثناء للفضيلة التي أصبح لها مثالاً حيّاً ونموذجاً". وقد أحرز المسيح وتكلّم بلسانه وجلا كلمة الإيمان ونفى الضلالة لما نُفي بتواتر من أجل الثالوث. دافع عن مساواة الابن والروح القدس للآب في الجوهر وأقصى ضلالة آريوس ذات الإلحاد. وهو بهجة رؤساء الكهنة وعمود النور وقاعدة الكنيسة والكاتب المدقِّق عن شريعة العيشة الانفرادية.
فمن هو، تفصيلاً، هذا الذي استحق أن تسبغ عليه الكنيسة المقدّسة كل هذه الأوصاف الجليلة وأكثر؟