![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
للأسف الشديد، أجد البعض يكتب مغتاظاً من كل ما يحدث من حولنا من اضطهاد وإرهاب منتشر في كل مكان، وهو في حالة غضب طالباً عدالة السماء من أجل الانتقام ، وساعات بيضعها في صورة انه مؤمن بالله أنه عادل سيرد الحق لأصحابه، مع أنه في أعماقه يرى العدل الإلهي في صورة انتقام من الناس الأشرار ويود لو تنزل نار من السماء لتحرقهم، مع أن الله يبغض أفعالهم جداً ولكنه يُريد أن يُخلِّصهم، لا على حساب من قتلوا وفعلوا بهم كل شرّ، بل يتمهل عليهم لكي يتوبوا... لكننا بكوننا غير فاهمين مشيئة الله فأننا ننتتظر الانتقام.. الله محبة، وهو الذي أوصانا أن نحب أعداءنا ونبارك لاعنينا، وصلاتنا لا لأجل الانتقام بل من أجل الخلاص، لا نقبل الشر ونرفضه بشدة ولا نتعامل معه قط بل ونطالب بالعدل على الأرض، وممكن نرفع قضية لإثبات حق إخوتنا ونسعى لحقوق الإنسان وللمحاكم المحلية بل والدولية بل وكل قانون، ونحزن مع الحزانى ونفرح مع الفرحين، لكننا نبارك ولا نلعن، نصلي من أجل الضالين وقساة القلوب ولا نقل أنتظروا عدالة السماء من جهة الانتقام من أحد قط، مع أن الله سيجازي كل إنسان فعلاً لكن هذا ليس عملنا نحن، فلنصلي لأجل الذي يضطهدوننا، ومن أجل قاتلي إخوتنا ولا نلعنهم، بل لا نحب أفعالهم ونبغضها جداً ونطالب بالمحاكمة، ولكن نسعى أن الله يخلص نفوسهم، ولنا رؤية المجد العلوي الذي يجعلنا نرى روح المجد الفائق الذي حل على إخوتنا الذين ماتوا على الاسم الحسن، فلنمجد اسم الله الحي الذي دُعيَّ علينا، ولا ننسى ما قاله الرب للتلامبذ: + فلما رأى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا قالا: "يا رب أتُريد أن نقول أن تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل إيليا أيضاً". فالتفت (الرب) وانتهرهما و قال: "لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الانسان لم يأتِ ليهلك أنفس الناس بل ليُخلِّص" (لوقا 9: 54 - 56) ولننتبه لكلام التحذير المكتوب لكي نكون فاهمين مشيئة الله الحي متممين إرادته، ولا نكون مثل شعب إسرائيل قديماً الذي قال عنهم الله على فم إرميا النبي: "لأن شعبي أحمق، إياي لم يعرفوا، هم بنون جاهلون وهم غير فاهمين، هم حكماء في عمل الشرّ، ولعمل الصالح ما يفهمون" (إرميا 4: 22) "لا تكونوا أغبياء، بل فاهمين ما هي مشيئة الرب" (أفسس 5: 17) |