كيف اخترق الإرهاب الحواجز الأمنية في عملية اغتيال القضاة؟

[Mary Naeem]

كيف اخترق الإرهاب الحواجز الأمنية في عملية اغتيال القضاة؟


فندق "سويس إن" المتواجد به القضاة المستهدفون، على مسافة 300 متر منه، تقف الأكمنة العسكرية تدعمها الشرطة المدنية، وعلى الباب الخارجي للفندق نفس الأمر، وكذلك الطرق الرئيسية المؤدية للفندق، ولكن كيف اخترق الإرهابيون تلك الحواجز واغتالوا القضاة؟
الإرهابيون المنفذون قسموا أنفسهم 3 مجموعات، أحدهم استقل سيارة ماركة "فيرنا" سوداء اللون، وهو "انغماسي" أي انتحاري، و6 آخرين يحملون الأسلحة الآلية، وأحدهم يرتدي حزام ناسف، ومجموعة أخرى غير مقدر عددها هاجمت الأمن بالأسلحة من الخارج.
بحسب روايات الأمن والشهود، الانتحاري اخترق الحواجز الأمنية بطريقة مسرعة قبل أن يتعامل معه الأمن على بوابة الفندق، وتنفجر السيارة بالخارج لتصيب من تصيب وتقتل من تقتل.
رواية الأمن
الأمن قال، إن السيارة التي انفجرت وصلت إلى الفندق من طرق جانبية لتجنب الكمائن المنتشرة على الطرق الرئيسية، ثم اقتحمت الكمين المنصوب على بعد 300 متر من الفندق بطريقة مسرعة، وأوضح أن تجهيز المتفجرات التي وصلت لـ50 كيلو تم في أحد المنازل القريبة من الحادث.
رواية الأمن عن تجهيز السيارة المفخخة في منزل قريب من الحادث وقدومها من شارع جانبي، يبرر قدرة السيارة على الوصول للفندق، دون أن تمر على كمائن كثيرة، فيما قالت النيابة إن السيارة التي انفجرت بالخارج قضت على مجندين اثنين ومواطن.
الستة الآخرون استغلوا حالة الفوضى التي أحدثها انفجار السيارة وتسللوا للفندق من الخلف، وأطلقوا النار بشكل عشوائي على المتواجدين بغرفة الطعام، وأخذوا في طريقهم من خرج ليستبين الأمر، قبل أن يفجر الإرهابي الذي يرتدي الحزام الناسف نفسه في المطبخ بعد تضييق الخناق عليه من قبل الأمن.
النيابة أيضا أشارت إلى أن إطلاق النار في الداخل أسقط قاضيين و2 من أفراد الشرطة، ولكن مسلحين آخرين لم تقدر أعدادهم الأجهزة الأمنية، بعد الانفجار والتسلل، هاجموا الأمن في الخارج من ناحية جنوب الفندق، وتمكنوا من بعضهم قبل أن يفر الباقي.
وضع الأمن قبل الحادث
أحد المستشارين الذين تواجدوا في الفندق، وهو المستشار طارق نجيب بالنيابة الإدارية، أكد على أن التأمين كان على مستوى عالي في بداية أيام الانتخابات، فذهابهم للجان وإيابهم كان في مدرعات مصفحة، وبحراسة مشددة.
وأبدى نجيب، استغرابه مما وصفها بـ"حالة التراخي" التي أصابت الأمن في اليوم الأخير، وأرجع ذلك إلى أن الأمن اعتقد بأن انتهاء الإنتخابات كفيل بعودة الأمور لطبيعتها وأنه ليس هناك خطرا.
وتساءل القاضي، "إزاي توصل عربية مفخخة لباب الفندق وتخترق الحواجز دي كلها؟" مؤكدا أن قوات التأمين كان عليها تمشيط المنطقة ليلتها مثلما فعلوا في الأيام السابقة، في حين تجدر الإشارة إلى أن القضاة كانوا يستعدون لمغادرة الفندق بعد الإفطار.
واستهدف تفجير انتحاري فندق "سويس إن" في العريش، حيث يقيم القضاة المشرفون على الانتخابات البرلمانية، وأسفر الحادث عن مقتل 7 بينهم قاضيان وأمين شرطة.
وأعلن تنظيم "أنصار بيت المقدس" فرع داعش في سيناء مسؤوليته عن الهجوم، وقال التنظيم في بيان له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إنّه استهدف الفندق بعملية انتحارية قام بها اثنان من عناصره أحدهما يدعى أبو حمزة المهاجر، والآخر يدعى أبووضاح المهاجر.






دوت مصر