مسكن الإنسان

إن وصف المسكن الذي أعده الله للإنسان موجود في سفر التكوين 2: 8 – 17 فهو جنة من غرس الله ذاته "وغرس الرب الإله جنة في عدن شرقاً ووضع هناك آدم الذي جبله" (تكوين 2: 8).
1. موقعه
ينظر بعض طلاب الكتاب المقدس إلى قصة الخليقة بكاملها نظرتهم إلى قصة رمزية فالجنة بالنسبة لهم شيء رمزي ترمي إلى بعض الحقائق الخاصة. ولكن القصة كما يرويها الكتاب المقدس تمثل حقائق واقعة. كانت الجنة واقعة حتماً في عدن شرقاً. إن لفظتي "عدن" و "الجنة" ليستا لفظتين مترادفتين "فعدن" ومعناها "السرور" هي البلاد التي جعلت فيها الجنة. أما أين تقع هذه البلاد فليس واضحاً تماماً، ولو أن الوصف المعطى والأنهار المذكورة تشير إلى أنها واقعة في أواسط آسيا.
2. المعيشة فيه
في تلك الجنة التي غرسها الله حيث الوفرة والجمال "وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل" (تكوين 2: 9) غرس الله شجرتين عجيبتين – شجرة الحياة، التي جعلها لخلاص الإنسان من الموت لو لم يخطئ، وشجرة معرفة الخير والشر التي جعلت لامتحان مقدار ولاء الإنسان لله. "وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت" (تكوين 2: 17).
3. عمل الإنسان
لم يكن للبطالة محل في برنامج لله للإنسان "وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها" (تكوين 2: 15). لم يكن الإنسان ليأكل من ثمار الجنة ويتمتع بجمالها فقط. بل كان عليه أن يعمل فيها ويحفظها. لم يكن مقصد الله مطلقاً أن يعيش الإنسان بطالاً، لا في هذه الحياة ولا في الأخرى. وفي هذا المعنى يقول الرائي في أجمل ما كتب من أوصاف عن البيت السماوي وفي آخر فصل من فصول الكتاب المقدس ما يلي: "وعبيده يخدمونه" (رؤيا 22: 3).