بقىَ وحده معى
الآية:"لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحمّلها"(إش 4:53).
اشتكى هذا الرجُل لأبونا بيشوى كامل عن مشاكله الكثيرة وطلب صلواته وفى لقاء آخر وجده أبونا فرحاً فسأله:"لعل مشكلتك انتهت"
فقال"لا".ولكن أشعر أنا مسيحى معى فسأله أبونا:"كيف؟".
قال الرجُل:"عندما زادت مشاكلى جداً وقرّرت الانتحار ثم نمت فحلمت أنى صاعد على جبل لألقى بنفسى من فوقه وفى الطريق التقى بى أصدقائى وحاولوا إقناعى بالعدول عن الانتحار ففشلوا وتقدّمت نحو قمّة الجبل فقابلنى كاهن وحاول إقناعى بخطورة اليأس والانتحار وحاول أن يُعطينى رجاء فى حل مشاكلى ولكن ليأسى رفضت كلامه.وتقدّمت أكثر نحو القمّة فقابلنى ملاك و حاول إقناعى بحلاوة الحياة السمائية لأعدل عن انتحارى فرفضت وتقدّمت نحو القمّة وألقيت بنفسى من فوقها فسقطت على صخرة اصطدم بها جسدى وسالت دمائى غزيرة ثم سمعت صوت ارتطام جسد بجوارى فنظرت وإذا بمسيحى ساقط بجوارى يُشاركنى آلامى ويُعلن لى استعداده أن يشفينى من كل جراحاتى.
+ كلمات التعزية من البشر تشجّعك ولكنك تشعر أنه مهما كان قُربهم منك لا يُدركون كل ما تشعر به فيظل قلبك يحمل أحزاناً أمّا الذى يشعر بك بكل ما فيك هو المسيح الذى خلقك وتألم من أجلك ليُشعرك أنه معك يتألم بآلامك ولأنه هو الله فهو قادر أن يرفع كل أتعابك ويُعطيك سلاماً مهما كانت الضيقات مُحيطة بك.
إن الله قريب منك جداً يشعر بكل نبضات قلبك ولو أجّل رفع الضيقة فإنه يجعلك تشعر بطمأنينة وسلام لا يُدركه أى عقل لأن مصدره هو الله الساكن فيك.
قدّم له كل أتعابك وما يُعثر عليك واثقاً من أبوته ورعايته وقدرته على حل مشاكلك فيستريح قلبك بل وتتمتّع بلذة عشرته.