منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 03 - 2015, 06:50 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,311,191

ما هية الصلاة

ما هية الصلاة
الصلاة في الإيمان المسيحي ليست عمل نقدمه إلي الله لإرضائه، ولا طقس فرض نقوم به إبتغاء للهبات المُعطاة لنا خلاله او طمعاً في الحياة الابدية والنجاة من الدينونة.

إنما الصلاة هي حركة شوق داخلية في الإنسان للتلاقي مع وجه الابدية، لقاء مع شخص الله، فيه التعبير عن الحب والشكر وكل ما نشعر به كأنما نتحدث إلي أقرب قريب الله محبوب النفس [لأَنَّهُ أَيُّ شَعْبٍ هُوَ عَظِيمٌ لهُ آلِهَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْهُ كَالرَّبِّ إِلهِنَا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِنَا إِليْهِ؟.. تث 4: 7]، [لاَ تَقُلْ فِي قَلْبِكَ مَنْ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ؟» أَيْ لِيُحْدِرَ الْمَسِيحَ،7أَوْ «مَنْ يَهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ؟» أَيْ لِيُصْعِدَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ... رو 10: 6-7]، فالله قريب منا بل في داخلنا يسكن القدوس ذاته [أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟.. لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ.. 1كو 3: 16، 17]. ويعلق علي ذلك القديس يوحنا ذهبي الفم قائلاً: [البشر هم هياكل المسيح. فكما تُصنع بيوت الملوك بالذهب والأحجار الكريمة والمرمر، هكذا الصلاة تصنع هياكل المسيح. يقول الرسول بولس " ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبكم". وأى مدح تُمدح به الصلاة أعظم من أنها تصنع هياكل لله؟ هذا الذى لا تسعه السموات يأتى ويسكن فى النفس بالصلاة. " السموات كرسيّ والأرض موطئ قدميّ. أين البيت الذى تبنون لى، هكذا قال الرب وأين مكان راحتى؟ " (إش1:66)[1]]. وايضاً القديس جيروم يقول: [فكروا في النفس القديسة كيف أنها أقدس من أن تُوصف. إنها تضم المسيح الذي ليست السماء متسعة لتحويه!... يتحرك فيها! فبالتأكيد هي بيت متسع، فيه يسير. قيل: "أنتم هيكل الله، والروح القدس يسكن فيكم" (راجع 1 كو 3: 16). لنُعِد هيكلنا حتى يأتي المسيح، ويجد مسكنه فينا، وتصير نفوسنا صهيون، وتكون برجًا يُقام في الأعالي، فتكون دومًا إلى فوق وليس إلى أسفل[2]]. والقديس باسيليوس الكبير ايضاً يقول: [الصلاة أيضًا بعد القراءة تنعش النفس وتثيرها بهمَّةٍ نحو حب الله. الصلاة صالحة، إذ تطبع فكرة واضحة عن الله في النفس، وبتذكُّر سكنى الله يقيم الله فيها. بهذا نصير هيكل الله، بتذكُّرنا الدائم الذي لا تفسده الاهتمامات الأرضيَّة[3]].

لذلك فكثيراً ما أكد الاباء أن الصلاة الحقيقية هي إستجماع العقل والقلب والدخول بهما في عمق الذات، وهكذا قال ايضاً القديس انطونيوس إننا بمعرفتنا لأنفسنا نعرف الله و ما أخذنا منه[4]. فيقول: لأن من عرف نفسه عرف الله ومن عرف الله يستحق أن يعبده بالحق[5].

و الصلاة هي التأمل في الجمال، فعندما سأل القديس يوحنا الصليب إحدى المعترفات قائلاً: "مما تتكون صلاتك؟" فأجابته، قائلة: "التأمل في جمال الله، وفي التهليل والفرح لأن له مثل هذا الجمال"[6]. هذه هى طبيعة العبادة. أن نصلى وأن نعبد هو أن نحس بالجمال الروحانى للملكوت السماوى؛ وأن نعبّر عن ذلك الجمال بواسطة الكلمات كما بالشعر والموسيقى، ومن خلال الفن والأعمال الرمزية، ومن خلال كل حياتنا؛ وبهذه الطريقة فإننا ننشر الجمال الإلهى في العالم حولنا، وهكذا نحوّل الخليقة الساقطة ونجعلها تتجلّى[7].

ويصفها ماراسحق بأنها: تليق بالكمال, وهي استقامة الضمير, ووعظ الأنواع الحسنة, والحرية إلى الأمور المرتفعة, وهذيذ الروح وتذكار السمائيات والهمّ بالخفيات[8].

و يقول ايضاً: الصلاة هي عمل مرتفع متعال على جميع الفضائل، وفضيلة أشرف من كل الأعمال. وليس منها أو بها تقتنى الصلاة, بل إن الصلاة تتولد عند الإنسان من أمور أخرى, والذي لم يقتن واجباتها لا تصدِّق أن له صلاة . فالصلاة هي ذكر الله الدائم الذي يكون في قلوب خائفيه, أعني بذكر الله شخوص النظر الفاضل الذي يكون في قلب الإنسان. فهذا العمل هو الذي يكمل لنا الصلاة, إذا كان منا بإفراز[9].

ويقول القديس اغسطينوس: الصلاة هي بلوغ العقل المملوء حبًا إلى الله، إنها تشغل الذهن والقلب، الفكر والرغبة، المعرفة والحب. الحياة الكاملة للمسيحي الصالح هي رغبة مقدسة[10].

ويقول الاب ثيؤفان الناسك: الصلاة هي وسيلة الأخذ، و هي اليد التي نستلم بها كل البركات الموهوبة لنا بغني من حب الله و صلاحه كما من مصدر لا ينفذ[11].

فالصلاة ليست مجرد كلمات نرددها او خُطب رنانة، بل الصلاة هي تعبير إرداي عن شوق اللقاء مع الله والدخول في حالة الابدية والإتحاد به، وبهذا فليس المهم فيها حجم الكلمات وبلاغتها وعددها، بل المهم ان تكون بسيطه صادرة بنقاء من داخل القلب.
فيقول القديس باسيليوس: [ الصلاة هى سؤال ما هو صالح، ويقدمها الأتقياء إلى الله. ولكننا لا نحصر هذه "الصلاة" فقط فى حدود ما نذكره بالكلمات.. فلا ينبغى أن نعبّر عن صلاتنا بواسطة مقاطع الكلام فقط، بل ينبغى أن يُعبّر عنها بالموقف الأخلاقى والروحى لنفسنا، وبالأعمال الفاضلة التى تمتد خلال حياتنا كلها.. هذه هى الطريقة التى تصلى بها بلا انقطاع ـ ليس بأن تقدم الصلاة بالكلام، بل بأن توحد نفسك بالله خلال كل مسيرتك فى الحياة، حتى تصير حياتك صلاة واحدة متواصلة وبلا توقف ][12].
و يقول ايضاً: لا يحتاج الله إلى خُطب رنَّانة، ولا إلى كلمات فصيحة، إذ يعرف ما هو مفيد لنا. وهكذا يمكننا أن نحدِّد الصلاة بأنها عمل يتم في ضمير الإنسان وفي داخله، وهي عمل يمتد إلى كل الأعمال التي تنسج حياة الإنسان[13].

يقول القديس اغسطينوس: لقد نهانا ربَّنا عن كثرة الكلام، حتى لا تقدَّم له كلمات كثيرة كما لو كنَّا نعلمه بكلامنا. لذلك لا تحتاجون في الصلاة إلى الكلام، بل إلى التقوى. "لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه" (مت ٦: ٨)، ولئلاَّ يشك أحد فيقول: إن كان الله يعلم ما نحتاج إليه فما الداعي إلى الصلاة سواء كانت بكلمات كثيرة أو قليلة؟! نعم إنه يعلم كل ما نحتاج إليه، ولكنَّه يريدكم أن تصلُّوا حتى يهبكم حسب اشتياقكم، فلا تستخفُّوا بعطاياه، ناظرين إلى أنه قد وضع فينا هذه الصلاة لتكون أساسًا ونموذجًا لاشتياقاتنا، فلا نطلب شيئًا غير ما ورد فيها.

ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم: بداية نقول إن الصلاة هى حقيقة أساسية، بحيث إن كل من يصلى فهو يتحدث مع الله . فأنت تتحدث مع الله على الرغم من أنك إنسان فانٍ، ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك .
لكن أن يتقدم أحد إلى هذه الكرامة بالكلام فقط ، فهذا أمر غير مقبول لأن هذه الكرامة تسمو عظمة الملائكة . هذا الأمر يدركه الملائكة أنفسهم . يظهر الملائكة فى نصوص الأنبياء وهم يقدمون تسابيحهم وصلواتهم إلى السيد الرب بخوف ورعدة، مغطين وجوههم وأرجلهم بورعٍ ومخافة وهم يطيرون بغير أن يبقوا فى سكون .
هكذا يعلموننا أن ننسى طبيعتنا الإنسانية الفانية وقت الصلاة، وننحصر فى الغيرة المقدسة ومخافة الله، غير مهتمين بالأمور الحاضرة[14].

والصلاة ايضاً أهم ما يميزها أنها ذبيحة كما اسماها الرسول بولس:[ فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ.. رو 12: 1]، ففي الصلاة اقدم ذاتي ذبيحة لله –ليس ذبيحة بأن اتلاشي انا و اكون بلا قيمة- بل الحمد والشكر والتسبيح والتمجيد الذي يُقدم بفهم و ذهن حاضر و إحساس كياني وتذوق لكل كلمة تخرج من الفم موجهة إلي الله هي بالنسبة إليه كذبيحة مقدمه له يستأنس بها الله ويتلذذ ويقبلها ويُنميها. فالذبائح الدموية لا ترضي الله ولا هي حسب مشيئته بل فقط وضعها الله من اجل ان يتذكره الشعب دائماً وأيضاً يتذكرون انهم في حاجة إلي الخلاص من الخطيه، وليعرفوا ان هذه الذبائح والافعال البشرية لا تنفع الإنسان شيئاً وإننا نحتاج إلي تدخل إلهي في حياتنا بل إلي اعماق النفس، وهذا ما أعلنه الوحي بطول الكتاب المقدس..
+ "ذابح الحمد يمجدني" (مز 50: 23)
+"أسبح اسم الله بتسبيح، وأعظمه بحمدٍ، فيُستطاب عند الرب أكثر من ثور بقر ذي قرون وأظلاف" (مز 69: 30-31)
+"لأَنْ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لَكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَةَ. 15فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ لِلَّهِ ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِاسْمِهِ."(عب 13: 14- 15)

و الصلاة ايضاً هي سكيب للنفس أمام الله، في الصلاة آاتي وأُسكب نفسي في يدي الله، حالة من الاشتياق للدخول في شركة فيه، والإحساس بإنسداد كل الطرق وضعفها وطلبه وحده. أعتقد هذا ما كان يشعر به كاتب المُرنم حين قال:[ بِصَوْتِي إِلَى الرَّبِّ أَصْرُخُ. بِصَوْتِي إِلَى الرَّبِّ أَتَضَرَّعُ. 2أَسْكُبُ أَمَامَهُ شَكْوَايَ. بِضِيقِي قُدَّامَهُ أُخْبِرُ. 3عِنْدَ مَا أَعْيَتْ رُوحِي فِيَّ.. مز 142: 1- 3]، وما أختبرته ايضاً حنه ام صموئيل: [إِنِّي امْرَأَةٌ حَزِينَةُ الرُّوحِ وَلَمْ أَشْرَبْ خَمْراً وَلاَ مُسْكِراً, بَلْ أَسْكُبُ نَفْسِي أَمَامَ الرَّبِّ.. 1صم 1: 15]، فنأتي إلي الله مُحملين بأثقال كثيرة من خطايا وضيقات وتجارب يمر بها الاحباء وضعفات الجسد، وآاتي لاسكب ذاتي بكل ما أحمل امام الله علي مذبح الصلاة طالباً أخذ القوة التي غلبت العالم والتي ترفعني بدورها فوق ضيق العالم، لا ان لا ادخل في الضيق بل ان املك القوة الإلهيه علي تحمل الضيق بصبر وثقة ورجاء وإرادة علي عبور الضيق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
[1] الصلاة، ترجمة د/سعيد حكيم، ص 14، 15

[2] On Ps. Hom. 46.

[3] Ep. 2: 4.

[4] لأنه إذا اقترب إنسان من النعمة فإن يسوع سيقول له " سوف لا أدعوكم عبيدًا، بل أدعوكم أصدقائى وإخوتى لأن كل الأشياء التى سمعتها من أبى أخبرتكم بها" (يو15:15) فإن كل الذين اقتربوا من النعمة وتعلّموا من الروح القدس قد عرفوا أنفسهم حسب جوهرهم العقلى. وفى معرفتهم لأنفسهم صرخوا قائلين " لأننا لم نأخذ روح العبودية للخوف ولكن روح التبنى الذى به نصرخ يا أبا الآب" (رو15:8) حتى نعرف ماذا اعطانا الله " إذا كنا أبناء فإننا ورثة أيضًا، ورثة الله، ووارثون مع القديسين" (رو17:8). (الرسالة الرابعة)

[5] الرسالة الرابعة
[6] E. Underhill, Worship, 5.

[7] الاب كاليستوس وير، العباده الارثوذكسيه، ص 19

[8] الميمر 1: 39

[9] الميمر2: 14

[10] Tr. on 1 John 4:6.

[11] المحاربات الروحيه 3: 46


[12] Homily on the Martyr Julitta 3-4 (P.G. 31: 244A, 244D).

[13] عظة 5.

[14] الصلاة، ترجمة د/ سعيد حكيم، ص 8، 9
رد مع اقتباس
قديم 26 - 03 - 2015, 06:29 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
emy gogo Female
..::| مشرفة |::..

الصورة الرمزية emy gogo

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122121
تـاريخ التسجيـل : Feb 2014
العــــــــمـــــــــر : 39
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 8,823

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

emy gogo غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ما هية الصلاة

شكرا مارى
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 03 - 2015, 02:59 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,311,191

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ما هية الصلاة

شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصلاة جميلة وأعمالها مستقيمة، الصلاة المقبولة تُشعر الإنسان بالراحة
الصلاة التي تملأ القلب فرحاً وابتهاجاً هي الصلاة المرتفعة إلى الله
رجاء تصحيح نظرتنا في الصلاة وطلبات الصلاة حسب الإنجيل وتقليد الكنيسة
الصلاة تنقى الفكر، الصلاة تظبط الفم، و الصلاة تمنع الفعل الخطأ.....
...هذه هى الصلاة التى تضمن الاستجابة...لقد تجاوزت استجابة الصلاة حدود ايمانهم


الساعة الآن 09:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025