شركة كأس مسيحك _ بوليكاربوس

[sama smsma]

شركة كأس مسيحك _ بوليكاربوس

شركة كأس مسيحك

(قصة إستشهاد كما سجلها شهود عيان عام 156م)

ولكن عندما جدد الوالي الضغط عليه قائلاً: " احلف وسوف أدعك حراً ، جدف على المسيح"

قال بوليكاربوس: "ستة وثمانون سنة وأنا خادمه ولم يسيء إليَّ قط، فكيف أجدف على ملكي الذي خلصني؟"

فقال الوالي: "عندي وحوش ضارية وسوف أرميك لها ما لم تتب"

فرد عليه: "آتي بهم، لأن التوبة ليست من الأفضل إلى الأردأ فهذه ليست توبة بالمرة، ولكن التوبة الصادقة هي أن تتحول من الشر إلى البر".

وهنا قال الوالي: "سوف أرميك في النار إذا كنت تستهزئ بالوحوش".

فرد عليه بوليكاربوس: "أنت تهدد بنار تحرق لوقت قصير وتطفأ سريعاً ولكنك لا تعرف نار الدينونة الآتية التي تنتظر الأشرار فهي نار أبدية. هيا لا تتوان ونفذ ما تريد".

وكان في ما قاله مع إضافة كلمات أخرى مملوءة بالشجاعة والفرح، وكانت النعمة تشع من وجهه ولم يبد عليه أثر للإضطراب. أما الوالي فعلى العكس كان منزعجاً جداً وأرسل مناديه ليعلن في وسط الملعب ثلاث مرات أن بوليكاربوس اعترف أنه مسيحي. وعندما سمع كل الجمهور ما ذكره المنادي صرخ الوثنيون واليهود الذين من سميرنا بغضب فائر وبصوت عظيم: "هذا هو معلم آسيا وأب المسيحيين ومحطم آلهتنا. هذا الذي يعلم الكثيرين بألا يذبحوا ولا يعبدوا الآلهة". وعندما أكملوا كل هذا صرخوا وطلبوا من قيلبس والي آسيا أن يُطلق أسد ليفترس بوليكاربوس، ولكنه لم يستطع أن يفعل ذلك لأن الوقت الرسمي المحدد لإستخدام الوحوش في الملعب كان قد أنقضى. وعند ذلك استحسن الكل أن يصرخوا معبرين عن رغبة واحدة وهي أن يحرق بوليكاربوس حياً.




(وكان هذا مؤكداً للرؤية التي رآها بوليكاربوس عندما رأى وسادته تحترق بينما كان يصلي، والتفت وقال بروح النبوة لمن حوله: "يقيناً سوف أحرق حياً").

وعلى الفور ربطوه في عامود، وعندما حاولوا تسميره قال لهم: "دعوني حراً، لأن الذي أعطاني القوة لملاقاة النار دون اضطراب سوف يعطيني القوة لأظل فيها دون أن أتحرك ودون أن تشدني المسامير".


وهكذا لم يسمروه بل اكتفوا بتقييده ووضع يده خلف ظهره، فربطوها وصار بذلك مثل حمل كريم من قطيع عظيم. وقرباناً بل محرقة مستعدة مقبولة لدى الله. أما هو فنظر إلى فوق إلى السماء وقال:

"أيها الرب الإله ضابط الكل أبو ابنك المحبوب وفتاك المبارك يسوع المسيح الذي به تقبلنا معرفة كاملة عنك. يا إله الملائكة والقوات وكل الخليقة وكل عشيرة الصديقين الذي يعيشون في حضرتك، أباركك لأنك منحتني في هذا اليوم وفي هذه الساعة أن أُحسب ضمن شهدائك، وأن أشترك في كأس مسيحك للقيامة في الحياة الأبدية، قيامة للنفس والجسد في عدم الموت الذي للروح القدس. ليتني اليوم أكون مقبولاً كذبيحة مقبولة وثمينة لديك، بين أولئك الذين في حضرتك، كما أعددت وأعلنت مسبقاً وحققت، لأنك إله أمين وصادق. لأجل هذا أسبحك، ولأجل كل نعمك أمجدك وأبارك، برئيس الكهنة السماوي الأبدي يسوع المسيح ابنك الحبيب، الذي به يليق بك المجد معه ومع الروح القدس الآن وكل أوان وإلى الدهور الآتية آمين".

وعندما نطق بكلمة "آمين" وختم صلاته أشعل الرجال النار فارتفع اللهيب عالياً. أما نحن الذين كنا واقفين فقد رأينا هذه الأعجوبة واحتفظنا بما رأيناه، حتى نخبر باقي الأخوة بما حدث. إذ أن ألسنة اللهب قد أرتفعت وصارت مثل قوس - مثل قلع مركب يدفعة الريح - وأحاطت ألسنة اللهب بجسد الشهيد، وكان هو في الوسط ليس كجسد سحترق بل كخبز ينضج أو ذهب أو فضة تُصفى في البوتقة. وكنا نشم رائحة ذكية مثل رائحة بخور أو عطور ثمينة.

أما الأثمة فقد رأوا أن جسده لم تأكله النار فأمروا جلاداً بأن يصعد إلى حيث كان مربوطاً ويطعنه بحربة. وعندما طعنه خرجت من الجسد حمامة وبعدها سالت دماء كثيرة حتى أطفأت النار. فأنذهلت الجموع المحتشدة وأدركت أنه يوجد فرق بين المختارين وغير المؤمنين. وبدون شك يعتبر الشهيد بوليكاربوس المجيد أحد المختارين من الله، لأنه كان في أيامنا معلماً رسولياً له روح النبوة، وأسقف الكنيسة الجامعة المقدسة في سميرنا. وكل كلمة نطقها بفمه تحققت وسوف تتحقق.

ولما رأى قائد المائة النزاع الذي تسبب فيه اليهود حول جسد الشهيد أنزل الجسد ووضعه في النار وحسب عادة الوثنيين أكمل حرقة تماماً. ولكننا تمكنا من أن نحصل على العظام وهي أثمن من الحجارة الكريمة وأغلى من الذهب. ووضعنا العظام في مكان لائق. وسوف يمنحنا الرب أن نجتمع معاً بكل فرح وسرور لكي نحتفل بيوم ميلاد إستشهاده، تذكاراً للذين أكملوا جهادهم، ودرساً في الإحتمال والصبر لمن يدعى لهذا المصير.

[Mary Naeem]

مشاركة جميلة جدا

ربنا يبارك حياتك