![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ندم الله _ أغسطينوس ![]() نــــدم الله القديس أغسطينوس إن الأسفار المقدسة لكي ترفعنا من المعنى الأرضي والبشري نحو المعنى الإلهي والسماوي قد إنحدرت لتلك الكلمات التي يستخدمها عادة الناس الأكثر بساطة فيما بينهم. لذا، أولئك الذين تكلم من خلالهم الروح القدس في الأسفار المقدسة لم يترددوا حتى في توظيف – كلما تطلبت الحاجة - عبارات الإنفعالات البشرية التي تنفعل بها نفوسنا، والتي بشأنها يفهم الرجل المستنير أنها غريبة تماماً عن الله. على سبيل المثال، نظراً لأنه من الصعب جداً للإنسان أن ينتقم لشيء بدون أن ينفعل بالغضب، رأى كُتّاب الأسفار المقدسة أن يستخدموا كلمة "غضب" للإشارة إلى إنتقام الله، بالرغم من إنتقام الله لا يُمارس بمثل تلك العواطف على الأطلاق. من ناحية أخرى، لكون الأزواج متعودين على حماية عفة زوجاتهم بواسطة الغيرة، أستخدم الكتاب المقدس عبارة "غيرة الله" للدلالة على عناية الله التي بموجبها ينصح النفس ويلتمس منع فسادها وزناها بالإنسياق وراء آلهة أخرى متعددة. وبنفس الطريقة أستخدم الكتاب أيضاً عبارة "يد الله" للدلالة على هذه القدرة التي بها يتصرف، "قدم الله" للدلالة على هذه القدرة التي بها يستمر في مساندة وحكم كل الأشياء، "آذان الله" أو "عيون الله" للدلالة على هذه القدرة التي بموجبها يلاحظ ويدرك كل الأشياء، "وجة الله" للدلالة على القدرة التي بها يظهر ذاته ويستعلن، وهلم جرا. وسبب ذلك أننا نحن الذين تتوجه إليهم هذه الكلمات معتادين على العمل بأيدينا، والمشي بأقدامنا، والذهاب إلى حيثما يوجهنا أذهاننا، ومعتادين على إدراك الأشياء المادية بآذاننا وأعيننا وكل الحواس الأخرى، وأن يتم التعرف علينا من خلال الوجه، ونفس الشيء ينطبق على كل شيء آخر يقع تحت مثل هذه القاعدة. لذا، وفقاً لهذه القاعدة، نظراً لأننا غير معتادين بسهولة على تغيير شيء ابتدأ ثم الإنتقال إلى شيء آخر إلا من خلال الندم، وبالرغم من أن العناية الإلهية بلا شك تُدبّر كل الأشياء بترتيب ونظام ثابت كما يتضح لكل شخص مستنير، إلا أنه مع ذلك وبأسلوب يناسب جداً الفهم البشري البسيط، تلك الأشياء التي تبدأ لكنها لا تستمر – مادام كان يأمل في إستمرارها – يقال عنها أنه تم إيقافها بنوع ما من الندم من جانب الله. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آه لو نحب الله كما يستحق - القديس أغسطينوس |
أقوال القديس أغسطينوس عن أن الله كل حياتي |
أقوال القديس أغسطينوس عن عطش النفس إلى الله |
أقوال أغسطينوس عن أن الله كل حياتي-2 |
أقوال أغسطينوس عن: الله- |