عبد العزيز حجازي.. عاصر 6 رؤساء..

[Mary Naeem]

عبد العزيز حجازي.. عاصر 6 رؤساء..

صدى البلد
مما قاله الراحل عبد العزيز حجازي عن حياته:_
توليت منصب وزارة المالية لمدة 6 سنوات ورئيساً للوزراء لعام واحد فقط
ممدوح سالم سبب تركي لرئاسة الوزراء
كانت مهمتى بعد النكسة دعم الجيش والتحضير لمعركة التحرير
عرض علي وقتما كنت رئيسا للوزراء آخذ شقة فى عمارة للأوقاف ورفضت
ليس من مصلحة أمريكا قطع المعونة العسكرية حتى لا تعود روسيا إلى المنطقة مرة أخرى
عبد الناصر كان واقعياً والسادات كان قياديا ومبارك حتى عام 2005 كان يمارس نشاطه حتى استولى نجله جمال على السلطة
مرسي يعبر عن إدارة "دعوة" وليس إدارة "دولة"
توفي اليوم، الاثنين، الدكتور عبد العزيز حجازي رئيس مجلس أمناء جامعة النيل، ورئيس مجلس الوزراء الأسبق، عن عمر يناهز 91 عاماً.
بدأ الدكتور عبد العزيز حجازي مشواره العلمي، بتخرجه من كلية التجارة شعبة محاسبة، جامعة القاهرة، 1944، ثم حصل علي الماجستير والدكتوراه حتى وصل لمنصب عميد كلية التجارة، جامعة عين شمس 1966 حتى 1968.
في نهاية شهر إبريل لعام 1974 تم تعيين حجازي كنائب رئيس الوزراء ووزير المالية والاقتصاد والتجارة الخارجية، ثم تولي منصب رئيس مجلس الوزراء من سبتمبر 1974 حتى 1975، كما أنه في عام 2011 ترأس حجازي لجنة الحوار الوطني.
حجازى، كان له العديد من الأنشطة، منها انه كان رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية للتكاليف، ورئيس مجلس إدارة الجمعية العامة للحساب العلمي، وعضو جمعية المحاسبين والمراجعين المصريين، ورئيس شرف الجمعية المصرية للإدارة المالية، وعضو جماعة تشجيع وحماية رأس المال الخاص (جنيف)، وعضو الجماعة الدولية للتخطيط الضرائبي (لندن)، ورئيس جمعية الاقتصاد الإسلامي (القاهرة)، ورئيس مجلس إدارة الشركة التجارية عبر البحار، ورئيس مجلس إدارة مستشفى مصر الدولي.
كما أنه كان له العديد من المؤلفات، منها، الأصول العلمية للتكاليف الفعلية، وتصميم النظام المحاسبى للتكاليف الفعلية في المشروعات الصناعية، والدراسة التحليلية للميزانيات التجارية، وتصميم النظام المحاسبى للتكاليف الفعلية في المشروعات الصناعية والدورات المستندية، وميزانيات المشروعات الزراعية، دراسة تحليلية، النفقات الإيرادية والرأسمالية، برنامج الإصلاح المالى والاقتصادى.
وحصل رئيس وزراء مصر الأسبق علي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وزارة الصناعة (مصر)، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وزارة الصحة (مصر)، ووشاح النيل، (مصر)، ووشاح الملك عبد العزيز، المملكة العربية السعودية، ونيشان إيران، جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1982.
وكان آخر تكريم للراحل عبد العزيز حجازي، في شهر نوفمبر من العام الجاري، بجامعة القاهرة ، في احتفالية كلية التجارة بمناسبة اليوبيل الذهبى لتأسيس قسم التأمين، وتم تكريم الدكتور عبد العزيز حجازى، رئيس وزراء مصر الأسبق.
في أحد حوارته الصحفية، قال: "انا عملت كمعيداً، لأن عائلتى كلها مدرسون، أولادى مدرسون وأبويا وعمى مدرس، وعندما كنت رئيساً للوزراء كانت مهمتى بعد النكسة دعم الجيش والتحضير لمعركة التحرير، وبصفتى مالياً واقتصادياً كانت مهمتى إنجاز تنمية اقتصادية فكانت الأولويات بالنسبة لى إنشاء بنية أساسية ومد خطوط تليفونات والمرافق، وآخر مبلغ تقاضيته بعد تركي منصب رئاسة الوزراء -معاشاً 200 جنيه "استثنائى" و600 جنيه مكافأة، وكان راتبي 350 جنيها، ويصل معاشي في هذه الايام إلي 2000 جنيه.
وتابع:" كنت وزيرًا للمالية لمدة 6 سنوات، فى مارس 68 وتركتها فى أبريل 75، وعبرت بالبلد دون أزمات من خلال دراساتى وأبحاثى التى كنت أعملها فى الوزارة، نقلت مصر من عهد اشتراكى تسيطر عليه الحكومة والبيروقراطية إلى سياسة الانفتاح وليس السداح مداح، بعد أن خرجت من الوزارة كنت قد أعددت قانون استثمار وليس قانون التجارة كما كنت قريباً من الرئيس جمال عبدالناصر ومن بعده الرئيس السادات، وتوليت منصب رئاسة الوزراء لمدة سنة واحدة.
وأردف، انه ترك الوزراة بعد عام واحد فقط من اعداد قانون الاستثمار، بعدما اختلف مع الرئيس السادات، بسبب تنظيم وزير الداخلية آنذاك مظاهرات ضده حتي يأخذ يصبح رئيساً للوزراء، وبالفعل اصبح ممدوح سالم رئيسا للوزراء، وأكد أن الرئيس عبدالناصر كان يحبه، وانه اذا كان امد الله في عمره 3 أشهر أخرى كان عينه رئيساً للوزراء، مؤكداً انه كان إنسان و زعيم وكاريزما.
كما قال إنه عرض عليه وقتما كان رئيس للوزراء آخذ شقة فى عمارة للأوقاف على البحر مباشرة فى سان استيفانو بالإسكندرية ورفض.
حجازي أجري ايضا العديد من الحوارات الصحفية، وكان من أبرز تصريحاته خلال هذه الحوارات، أن النظام المختلط هو الأفضل لمصر والفردي أنسب للانتخابات البرلمانية، وحول أهمية للتعاون مع شرق أوروبا وقرض صندوق النقد الدولي و المعونة الأمريكية، وأكد أنه أصبح التعاون مع روسيا والصين وشرق أوروبا عامة أمرا طبيعيا وضروريا تفرضه المصلحة الوطنية لتنويع مصادر السلاح وعقد اتفاقيات التعاون الاقتصادي مع تلك الدول لتكون بديلا عن الاعتماد الكامل علي الولايات المتحدة ويتحتم الاتجاه شرقا علي ضوء دعم أمريكا للإخوان في تصرفاتهم ولإنهاء السيطرة الأمريكية علي العلاقات مع مصر، وفيما يتعلق بالمعونات الأجنبية عموما والمعونة الأمريكية بصفة خاصة، والتي يمثل الجانب العسكري منها في مجال قطع الغيار للأسلحة والمعدات الأهمية البالغة للقوات المسلحة نتيجة لأنها الغالبة في التسليح المصري.
أما الجانب الآخر من المعونة, فإنه ليس له تأثير في حياة المصريين نظرا للاتفاق على تخفيضه 50 مليون دولار سنويا مما يؤدي إلى إنهائه، كما أنه ليس من مصلحة أمريكا قطع المعونة العسكرية حتي لا تعود روسيا إلي المنطقة مرة أخري كما كانت خلال عقود الستينيات وما بعدها وسوف تتراجع أمريكا للحفاظ علي علاقاتها مع مصر، وأما قرض صندوق النقد الدولي فإن الترحيب به يقتصر علي استخدامه في مشروعات استثمارية تعود بالنفع العام علي الشعب كله وليس لسد العجز في الموازنة العامة للدولة التي تزيد من عبء الديون.
وفي حوار أجرته بوابة "صدى البلد" قبل الانتخابات الرئاسية، والتي فاز بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجه رساله للرئيس قائلاً: "إن الرئيس القادم أيا كان عليه أن يحدد استخدامات الأراضي في مصر سواء كانت زراعية أو صناعية أو خدمية وعليه أن يلتفت إلى مطالب الفقراء نظرا لوجود فجوة كبيرة بين الفقراء والأغنياء فى مصر، كما يجب أن يحدد كذلك حجم هذه الفجوة وكيفية سدها خلال مدة محددة"، كما وجه رسالة لرئيس الحكومة قالاً: "على رئيس الحكومة أن يعيد هيكلة الدولة من خلال وجود وزارة للصناعة والثروة المعدنية بحيث تكون مستقلة، وأن تكون هناك وزارة واحدة للتجارة تضم التجارة الداخلية والخارجية، كما أننى أطالب بأن تكون التنمية الإدارية وزارة دولة مع المحليات".
أكد حجازي خلال حواره، انه أعطي صوته للرئيس عبد الفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة، وانه يؤيد النظام الفردى لأننى أرى بكل صراحة أنه ليس لدينا أحزاب قوية فى مصر مثل الجمهورى والديمقراطى فى أمريكا او العمال والمحافظين فى إنجلترا، فنحن لدينا قشور أحزاب، ولهذا فإننى أطالب بتجميع هذه الأحزاب فى عدد قليل من الأحزاب بحيث يكون لكل منها برنامج واضح، ولهذا فإننى أتساءل هل من المعقول ان يكون لدينا 90 حزبا به 90 برنامجا، وبالتالى فإننى أطالب المسئولين فى الدولة إذا أرادوا أن يحققوا الديمقراطية أن تتبلور هذه الأحزاب فى عدد محدود لا يزيد على أصابع اليد حتى تكون هناك برامج واضحة المعالم ويكون هناك اختلافات حقيقية فى البرامج.
وأكد حجازي، أن أفضل عصر مرت بها مصر الحديثة كان في عهد عبد الناصر لأنه كان رجلا واقعيا معتمدا على الدراسات والبحوث وليس أفكارا فردية، خاصة وأنه حينما كان يتخذ قرارا كان لا يتخذه وحده ولكن بناء على دراسات، أما السادات فكان رجل قيادة ركز فى فترة حكمه على معركة التحرير أما المسائل الداخلية فتركها للوزراء وهذا كان له ميزة وعيب فى نفس الوقت؛ حيث انه يعطى لك سلطة قد تستخدمها بشكل صحيح أو خاطئ، وأما مبارك فحتى عام 2005 كان يمارس نشاطه فى مناصب الدولة حتى استولى نجله جمال على السلطة إلى حدٍ أنه ادعى انه مسئول عن إدارة الدولة، اما عن مرسي، فقال انه يجب علي مصر أن تتفادى الخطأ الذي وقعت فيه في انتخابات الرئاسة الأخيرة التي انتهت بانتخاب رئيس يعبر عن إدارة "دعوة" وليس إدارة "دولة".