لماذا رفضت مصر المشاركة في أي عمل عسكري ضد داعش ؟

[Mary Naeem]

لماذا رفضت مصر المشاركة في أي عمل عسكري ضد داعش ؟

الفجر
رفضت مصر، متمثلة في وزارة الخارجية، المشاركة في أي عمل عسكري ضد ما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، أو حتي استخدام الأراضي المصرية للقيام بطلعات جوية ضد أهداف التنظيم في سوريا والعراق.

وأوضح عدد من الخبراء العسكريين، والمحللين السياسيين، أن رفض القاهرة المشاركة في أي عمل عسكري، يعود إلي عدم استعداد مصر، نظرًا للتحديات الداخلية المتمثلة في محاربة الإرهاب.

حيث أوضح اللواء عبدالمنعم السعيد، رئيس جهاز عمليات القوات المسلحة الأسبق، في تصريح خاص للفجر، أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد شغل القوات المصرية، بقضايا خارجية، حتي تتحقق الأهداف الداخلية التي كانت تسعي إليها واشنطن، وخاصة في ظل الضربات التي توجه إلي رجال شرطة، مشيرًا إلي أن أمريكا تحاول جذب القوات المسلحة المصرية لمعركة داعش، حتي تخرج الأمور عن السيطرة داخليًا.

وأشار السعيد، إلي أن مصر لن تعتدي على أي دولة عربية، ولن تكون سبب في إراقة الدماء، وردًا عن رفض استخدام الأراضي المصرية خلال العملية العسكري، قال السعيد، إننا لن نسمح للجيش الأمريكي التدخل في مصر باسم محاربة تنظيم داعش الإرهابي، أو إقامة أية قواعد عسكرية تحت أي مسمي.

وأكد السعيد، أن موقف القاهرة الرافض للمشاركة في أي عمل عسكري، يعود إلي الحفاظ على الأمن القومي المصري، من الدول المتربصة.

وعن بند البيان الختامي لاجتماع جدة الموقع عليه سامح شكري، والخاص بـ:" تساهم كل دولة في الاستراتيجية الشاملة حين يكون الأمر ملائما المشاركة في أوجه العمل العسكري المنسق ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق"، قال السعيد إن مشاركة مصر تتمثل في تقديم الخبرات العسكرية عن تلك المناطق، دون المشاركة الفعلية بقوات أو أراضي.

من جانبه أكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير الشئون الدولية، أن القاهرة ضد أي تدخل عسكري ضد داعش، نظرًا لأن داعش صناعة أمريكية في الأساس، مثلما كانت القاعدة صناعة أمريكية، وتم القضاء عليها بعد انتهاء المهمة المكلفة بها، موضحًا أن مصر لن تكون لعبة في يد أمريكا وخاصة في ظل هذا التحالف المشبوه، مشيرًا إلي أن القاهرة ضد الإرهاب بكل صوره، وضد إراقة الدماء.
وأشار اللاوندي، إلي أن أمريكا قررت التخلص من تنظيم داعش الإرهابي، بعد إتمام المهمة التي كان مكلفًا بها، وتريد توريط القاهرة في هذا الهوجة التي تتمثل في التحالف.
ونص البيان الختامي علي أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية العراق، والمملكة الأردنية الهاشمية، والجمهورية اللبنانية، والولايات المتحدة الأميركية، يعلنون التزامهم المشترك بالوقوف بوجه التهديدات التي يجسّدها الإرهاب بكافة أشكاله للمنطقة وللعالم، بما في ذلك ما يُدعى بتنظيم (الدولة الإسلامية في العراق).

أشاد المشاركون في هذا المؤتمر بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة والشاملة لكافة القوى السياسية العراقية، وأعربوا عن دعمهم للخطوات الفورية التي تعهدت بأن تتبناها للدفاع عن مصالح جميع المواطنين العراقيين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية، أو الطائفية، أو العرقية.

وأضاف: أن المشاركين في هذا المؤتمر مصممون على تعزيز دعمهم للحكومة العراقية الجديدة في سعيها لتوحيد كافة شرائح الشعب العراقي لمواجهة تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق)، كما ناقش المجتمعون استراتيجية القضاء على تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق) في كل مكان، سواء في العراق أو في سوريا.

أكد المشاركون في هذا المؤتمر التزامهم بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2170)، وأشاروا إلى قرار جامعة الدول العربية رقم (7804) الصادر في 7 سبتمبر (أيلول) 2014، وإلى التداول حول تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق) خلال قمة حلف شمال الأطلسي في (ويلز). كما أكد الوزراء التزامهم بمواصلة الجهود للقضاء على الإرهاب الدولي.

لقد اتفقت الدول المشاركة على أن تسهم كل دولة في الاستراتيجية الشاملة لمواجهة تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق).. وهذه المساهمة تشمل: منع تدفق المقاتلين الأجانب من دول الجوار، ووقف تدفق الأموال لتنظيم (الدولة الإسلامية في العراق) والجماعات المتطرفة الأخرى، ورفض آيديولوجيات الكراهية لدى تلك الجماعات الإرهابية، ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب الفظائع، ووضع نهاية لتهربهم من القانون، والمساهمة في جهود الإغاثة الإنسانية، ومساعدة المناطق السكانية التي تعرضت لفظائع تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق)، وذلك من خلال إعادة الإعمار والتأهيل، ودعم الدول التي تواجه التهديد الأكبر من تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق)، وحين يكون الأمر ملائما المشاركة في أوجه العمل العسكري المنسق ضد تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق) تؤكد الدول المشاركة على أن دول المنطقة تؤدي دورا محوريا في هذه الجهود».