عودة إلى الله
نقطة الانطلاق في التوبة هي هذه: اكتشاف الله في حياتنا، وعي إيماني على حضوره ودوره، على محبته ورحمته. الإبن الضال تاب وعاش لأنه عاد إلى أبيه (لوقا 15/ 17-20). والمرأة الخاطئة بكت وبللت قدمي يسوع بدموعها ومسحتهما بشعرها وقبّلتهما ودهنتهما بالطيب فنالت الغفران لأنها تلّمست في وجه يسوع رحمة الله. إيمانها خلّصها (لوقا 7/ 38-50). المبادرة هي من الله، هو يدعو إلى التوبة، "ما من أحد يستطيع أن يأتي اليّ إلاّ اذا اجتذبه الآب الذي ارسلني" (يوحنا 6/ 44).
العودة إلى الله هي فعل إيمان بمحبته، ورحمته، واستعداده الدائم ليغفر ويسامح. وحده يتوب، الإنسان الذي اكتشف الله الذي يعفو عن الذنب. "حقيقة خطيئتي لا تنكشف امام ضميري إلاّ بمقدار وعيي الإيماني أنني موضوع محبّة من الله. والعكس بالعكس إن لم اعترف بمحبة الله لن استطيع معرفة ذاتي خاطئاً." (غبريال مارسل)
والعودة إلى الله هي مسيرة شاقة في الدرب الصاعدة نحو الاقتداء بالآب كالأبناء الأحباء، والسير في المحبّة سيرة المسيح الذي أحبّنا وبذل نفسه لأجلنا (أفسس 5/ 1-2) "أقوم وأمضي إلى أبي وأقول له: "يا أبت انّي خطئت إلى السماء وإليك". (لوقا 15/ 18)