![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحبائي، ونحن في بداية عام جديد دعونا نشكر الرب معاً من أجل امتياز كوننا من شعبه الخاص الذي فداه واشتراه بدمه الثمين وهو معلقاً فوق الصليب. دعونا نشكر الرب من أجل كثرة إحساناته ومراحمه الجديدة لنا في كل يوم، ومن أجل النعمة الغنية التي اقتادنا بها كل العام الماضي. نعم إن إلهنا أمين ومحب، لذا أشكره من أجل كل معاملاته معك ومن أجل كل اختبار أجازك فيه لكي يشكل إناءك ليُخرج منك خادماً أميناً مستعداً لكل عمل صالح. فكَمْ هو امتياز عظيم أن تعيش تخدم الرب سنة بعد سنة وتحقق مشيئته على الأرض عاملاً في كرمه. وقبل أن نتشارك أخوتنا الأحباء بالوعود التي ثقل الرب بها قلوبنا للعام الجديد نود أن نذكركم بوعود العام الماضي لنشكر الرب معاً عليها: "وأفيض عليكم بركة" (ملا 3: 10) ".. تجري من بطنه أنهار ماء حي" (يو7: 38) "وبنو الغريب يبنون أسوارك وملوكهم يخدمونك" (إش60: 10) نعم، لقد اختبرنا بالفعل فيضاً في البركات الروحية والمادية وبطرق عجيبة، فيضاً واتساع في كل مجالات الخدمة. نعم لقد رأينا نفوساً من مصر ومن بلاد مختلفة تشهد عن شفاء الله المعجزي لأمراض نفسية وجسدية، وتحرير من قيود إبليس وإطلاق المأسورين أحراراً. وقد وضع الله في قلوبنا أن وعود العام الماضي لم تنته بعد بل ستستمر وستمتد معنا إلى العام الجديد. وسنظل نختبر ونشهد عن الله الذي يعمل في وسطنا بفيض وبطرق غير طبيعية. أما عن وعود هذا العام، فقد أعطانا الله وعدان. الوعد الأول هو: ".. لكي تجرى كلمة الرب وتتمجد.." (2تس3: 1). نعم لدينا الإيمان لنرى في هذا العام كلمة الرب وهي تجرى في كل مكان.. لتصل إلى أماكن وبلاد بعيدة.. لتصل إلى بيوت ونفوس محرومة من نور كلمة الله.. لتصل إلى كل أنواع الناس. نعم لدينا الإيمان أن نرى الكلمة وهي تجري سريعاً وتجري بقوة غير عادية وازدياد كما لو كانت في سباق للمراثون. ولدينا الإيمان أيضاً بأن الكلمة لن تجري فقط بل وتتمجد أيضاً، أي تعمل بقوة وتأتي بثمار وتأثيرات غير عادية والاستماع طوال العام إلى أخبار سارة من خلاص نفوس، حرية من قيود، والازدياد في معدل الشفاء من أمراض مختلفة إذ أن الشفاء هو جزء هام من الطرق التي يؤيد بها الرب العمل. وبالإضافة إلى هذا أعطانا الله إيماناً بأن الله سيفتح لنا أبواباً جديدة في خدمة الكلمة، من اجتماعات فرعية وازدياد في عدد المجموعات. لهذا سيُخرج الرب من وسطنا خداماً ورعاة ممسوحين بقوة الروح القدس لخدمة الكلمة والمشورة والعمل الفردي. كما نبارك أيضاً من كل قلوبنا مجموعات كثيرة في أرض مصر لتجرى كلمة الرب بنا جميعاً مختبرين فيضاً في القوة.. والمسحة.. والكلمة.. والشفاء.. والحرية.. عزيزي القارئ، إن كنت خادماً للرب ولك دعوة سماوية، فأعلن إيمانك أن كلمة الله لن تقيد ولن تتعطل بل ستنجح وستقتحم بنا وبك بقوة كل ظلام، سالبين نفوساً من الهلاك لملكوت الله.. أما الوعد الثاني الذي أعطاه لنا الله فهو عن الامتلاك: ".. ابتدئ تملك.." (تث2: 24). وبالرغم أن الله قد أعطانا الكثير وامتلكنا أراضٍ كثيرة عبر الأعوام الماضية، ولكن ما نشعر به هو أن هناك نفس كثيرة في وسطنا ستبدأ تمتلك وكأن كل السنوات التي مرت في حياتها ستكون كلا شيء بالمقارنة لما سيفعله الرب بها في هذا العام. نعم سيعطهم الرب أراضٍ للامتلاك في شتى المجالات؛ امتلاك في الخدمة.. في الأمور المادية وتسديد الاحتياجات.. في الاتساعات ورؤية نفوس جديدة تعرف الرب. حتماً يريد الله أن يُملكك أموراً عظيمة، فهل لم تختبر الامتلاك من قبل؟ هل كان لك اشتياقات وأحلام يوماً ما وانتظرتها كثيراً ولم تتحقق؟ هل امتلئ قلبك يوماً ما برؤية للخدمة والأبواب المفتوحة ولكنك لم تعبر حتى الآن إلى هذه الأبواب لتمتلك وعود الرب التي تكلم بها على حياتك ودعوتك؟ هيا الآن ابدأ تملَّك.. افتح قلبك واقبل وعود الرب الثمينة لك لهذا العام. إنها وعود تشجع إيمانك. لذا لا تفشل ولا تطرح ثقتك في إلهك الأمين، واعلن أنها ستكون سنة لبداية امتلاك أمور عظيمة. وفي ضوء هذا الوعد سوف نسرد ثلاث آيات تحمل ذات المعنى ولكن بتفاصيل مختلفة: أ- المعنى الأول لمعنى الامتلاك الذي شغلنا به الرب تجده في قصة بنات صلفاحاد (عد 27: 1-7 ) اللواتي لم يكن لهن حق الميراث بعد موت أبيهن لأنه لم يكن لهن أخ ولد. ورغم هذا تجدهن يرفضن الاستسلام وقبول الواقع، فوقفن يطالبن بميراثهن بإصرار من موسى قائلات ".. أعطنا ملكاً بين إخوة أبينا..". وإذ تحيَّر موسى في أمرهن لجأ إلى الله ليسأله ماذا يفعل معهن، فتكلم الرب لموسى منصفاً إياهن قائلاً "بحق تكلمت بنات صلفاحاد فتعطيهن مُلك نصيب بين إخوة أبيهن وتنقل نصيب أبيهن إليهن". والمعنى المقصود هنا عزيزي القارئ، إن كنت قد شعرت يوماً بالظلم من آخرين وقد ظلمك أشد المقربين إليك، سواء من عائلتك أو أحد أصدقائك، أو شركائك في العمل، أو حتى رئيسك في العمل.. إن كان وعد الرب قد تأخر أو سُرق منك.. إن حرمك العدو من تحقيق دعوة الله لك.. إن كنت تشعر أن هناك نصيب لك حُرمت منه، فابدأ تملَّك واعلن أنه عام تبدأ تمتلك فيه كل مسلوب. ربما يكون المجتمع الذي تحيا فيه غير مقتنع بإعطائك حقك كما حدث مع بنات صلفاحاد، لكن آمن أن الله سيبارك في روحك ونفسك وجسدك، وأنك سترى بركة الرب على عائلتك، وبيتك، وأولادك، وعملك، وعلاقاتك، وكل ما تمتد إليه يديك. رجاء لا تستسلم للعيان الذي يفشلك ويحبطك دائماً، واقبل تحديات الإيمان التي تقودك دائماَ للامتلاك. ب- أما المعنى الثاني فتجده في قصة بنو يوسف في (يش17: 14- 17). ورغم أنهم بالفعل كانوا عائلة كبيرة، إلا أنهم كانت لديهم اشتياقات للمزيد من البركات. وقد كلموا يشوع قائلين "لماذا أعطيتني قرعة واحدة وحصة واحدة نصيباً وأنا شعب عظيم... لا يكفينا الجبل..". فكلمهم يشوع قائلاً، وهذه هي الآية التي شغلنا بها الرب هنا، "أنت شعب عظيم ولك قوة عظيمة لا تكون لك قرعة واحدة بل يكون لك الجبل..". ويالها من كلمات نطق بها يشوع قديماًً لبنو يوسف حين طلبوا منه بتحدي وإصرار قرعة مضاعفة. لقد رآهم يشوع شعباً يمتلك إرادة وإصرار وقوة إيمان على اختراق معارك وحروب من أجل الامتلاك.. نعم عزيزي، آمن أنك لن تمتلك حصة واحدة أو قرعة واحدة أو أرض واحدة، بل أن هناك مساحات أكبر لتمتلكها حتى وإن كانت صعبة كالجبل. قم أصعد وامتلك الأراضي الصعبة والجبال التي في حياتك، واعلن إيمانك أنك لن تأخذ قرعة أو نصيب واحد بل اثنان وأكثر، بالفعل كما حدث مع يشوع الذي أخذ نصيب أثنين من روح ومسحة إيليا. لذا آمن أنه عام يمتلئ بالتضاعف في المسحة والخدمة والامتلاك.. لا تستسلم ج ـ أما المعنى الثالث والأخير فتجده أيضاً في سفر يشوع الأصحاح الثامن عشر إذ امتلك أسباط كثير الأرض ماعدا سبعة أسباط، فقال لهم يشوع ".. حتى متى أنتم متراخون عن الدخول لامتلاك الأرض.." (يش 18: 3). ربما تكون هذه الآية وعداً لكنها تشجيع على الامتلاك. فإن كنت لم تذهب السنوات الماضية لامتلاك الأرض، اذهب هذه السنة. لا تستسلم ولا تتراخى بل احيا بالإيمان. هيا امتلك شفاءك إن كنت مريضاً؛ فالرب لا يعسر عليه آمراً. مد يدك وخذ حريتك من أية قيود ربطتك لسنين طويلة. وإن كنت لم تفرح بكل قلبك من زمن بعيد، فاطرد الحزن واليأس واترك فرح الرب يغمرك. وإن كنت من أسرة تعاني من الخلافات والنزاعات المستمرة، فاعلن أن محبة الرب ستسود على بيتك وستختبر الوحدة التي يصنعها الرب. هيا امتلك مقاصد الله لحياتك من غفران وبركة وقداسة ودعوة.. ولا تخف. أخيراً أحبائي.. لنعلن إيماننا في عام سيعظم الرب فيه العمل معنا وسنمتلك وعود وأراضٍ كانت تبدو كالجبال. نعم أنت شعب عظيم ولك قوة عظيمة، ومن حقك أن تمتلك نصيباً مضاعف. الوعود ستجري وتتحقق والرب سيعطي نعمة جديدة تكفي لتحقيق هذه الوعود وكل مقاصد الرب لنا. واعلن إيمانك أن كلمة الله لا تقيد ولا تُعطل، بل تأتي بثمار ونتائج عظيمة. |
![]() |
|