![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جمال جبل سيناء _ يعقوب السروجي ![]() رسالة إلى الطوباويين في جبل سيناء إلى القديسين والمختارين ومحبي الله الآباء الطوباويين الساكنين في جبل سيناء.(كتبت أوائل القرن السادس) يعقوب الناقص والحقير والمحتاج مراحم الله ومساعدة صلواتكم، بيسوع النور والحياة، والإله من الإله، الذي هو رجاء حياتكم. سلام. ظهر الكلمة الإله في عالمنا بميلاده من البتول وفعل الخيرات لكل الجنس البشري بتجليه في الجسد. صار مسكيناً لأجلنا وجعلنا أغنياء بمراحمه. وصار ابن الإنسان وجعلنا أولاد الله. اصعدنا من إنحطاط العبيد وأقامنا في درجة الأبناء الأعزاء. وصار ميتاً بإرادته وسلمنا للحياة التي لا تموت لئلا يتسلط الموت بعد علينا. أضاء المسكونة التي كانت مظلمة ومهَّد طريق الحياة للبشر ليذهبوا عند ابيه المجيد. وقد ايقظكم أيضاً بآلام صلبه أيها المختارون والقديسون لتمجيده واحسستم أن الله صلب عوضكم، فاستولى عليكم الرعب، لتبغضوا العالم وتتركوا الوطن والجنس والأخوة والأهل والمقتنى الزائل والراحة الزمنية وتتبعوه وأنتم حاملون صليبه لتدخلوا معه إلى خدره المجيد. ويجدر بكم أيها الحكماء بالله أن تكونوا شهوداً وتلاميذ لبشارة الله في ذلك الموضع الفخم: موضع سَكينة الآب. هناك رأى موسى كبير الأنبياء الابن في حضن والده، ومن هناك كان يتوسل إلى الآب ليرسل الابن من أجل خلاص العالم. أحسَّ موسى وعلم بالنبؤة أن وحيد الآب سيُرسَّل من أجل خلاص الخليقة، ولأجل هذا كان يطلب من الآب الممجد قائلاً: "اطلب ياربي أن ترسل بواسطة من ترسل" (خر 4). فاستشاط غضب الرب على موسى لأنه أراد أن يعلن السر في غير وقته. لما ظهر الصليب في العالم، توضحَّت الخفايا واستضاءت به كل الخليقة، ماعدا اليهود الصالبون مبغضو النور ومحبو الظلمة فلم يريدوا أن يستنيروا به. ولأجل هذا فهم مرذولون لما يقولون: "نحن تلاميذ موسى". لو كانوا تلاميذ موسى لما كانوا يصلبون رب موسى. أنتم تلاميذ موسى وخدام العهد القديم. بكم يفتخر موسى لأن أسراره بواسطتكم أضحت جليّة، وبواسطتكم تتم مشاهدة جمال نبؤته. لقد شربتم الماء والدم من جبل الجلجلة وسكرتم بمحبة الصليب وجذبكم السر لتذهبوا وتكونوا شهوداً لنبؤة موسى التي كانت في كل مراحلها تصوِّر الابن. على جبل سيناء اعطيت الشريعة. ومن جبل الجلجلة أشرقت شمس العدالة. وأنتم كنتم رسل المسيح الحقيقيين على الجلجلة وعلى سيناء. احسستم بنفسكم القريبة من الله أن الجبلين انتصروا بواسطة الواحد الوحيد: الواحد بواسطة الناموس المكتوب، والآخر بالصليب مكمِّل الكل. ذلك الذي نزل على جبل سيناء مع أبيه هو الذي صُلب على الجلجلة من أجل خلاص العالم. وبما أن العهدين القديم والجديد يقومان بالابن لهذا ينتصر به الجبلان. ديركم في جبل سيناء هو شاهد على أن الجبلين هما صنوان. لو سكن تلاميذ الصليب في الجلجلة فقط، وسكن تلاميذ موسى اليوم في جبل سيناء، كان يمكن أن يتكلما ضد بعضهما بعضاً. وكان يُظَّن أن هؤلاء الموجودين في جبل سيناء هم خاصة موسى، وهؤلاء الموجودين في الجلجلة هم خاصة يسوع. غير أنَّ وحيد الآب الذي يعود إليه الجبلان طرد الصالبين من كلا الجبلين، وأقامكم أنتم لتكونوا ورثة للجلجلة ولسيناء ولتحبوا وتعشقوا "سَكينة الآب" وصليب الابن. لم توفروا الفرصة ليطأه اخمص قدم الصالبين. انهم مطرودون من الجلجلة، ولا يدخلون جبل سيناء. هوذا يظهر جمال تنسككم في صحراء فاران وفي جبل يابوس. واختلطت البلدان بواسطتكم بعضها ببعض لتقولوا جهراً: "ان الأرض وملأها ملك الرب" (مز 24). لا يليق باليهودي الصالب لا أن يلج موضع "السكينة" ولا أن يقرأ في ناموس موسى لأنه علّق على الصليب رب الأسرار. كيف يقدر أن يقرأ فيها ويفضح ذاته لكونه صالباً. ها أنَّ سيناء قد اغتنت بكم يا محبي الله لأنكم خدام السر مثل عدن باشجار الفردوس. وابتهج بكم حوريب مثل جنة عدن بشجرة الحياة. فتُسمع اصوات خدمتكم من أديرتكم مثل تسبحة الملائكة القديسين من صفوفهم. وتأكلون كل يوم الثمار الحلوة من شجرة الحياة. لا كاروب، ولا سيف نار متقلب، ولا الحية المتكلمة كذباً، ولا حواء لقطف الثمار، لتأكل وتقدم لكم لتأكلوا وتتعروا. لكنكم لبستم ابن البتول القديسة وحملتم نيره بتولياً، وعرفتم بنفسكم المستحقة الله ذلك الذي وُلد من بطن البتول بتولياً، هو نفسه صُلب على الجلجلة ليحيي العالم. وها هوذا يفرح ويبتهج بالثمار الحلوة التي انتجها صلبه على الجلجلة. وها أن سيناء تتنعم بكم ليل نهار، لكونكم ورثة وأي ورثة؟ يصرخون بأصواتهم قائلين: "سبحوا الرب تسبيحاً جديداً" (مز 100) و "سبحوا الرب يا جميع الأرض" (مز 149). يفاخر الجبل لأن صالبي ربه لم يرثوه. ويبتهج موضع "سَكينة أبيه لأن صليب ابنه الحبيب يُكرَّم فيه. وأنتم قد جُعلتم علة لتمجيد الصليب، وعلة لفضح الصالبين. لكم الطوبى الكبير من فم الحق الذي نطق: "طوبى للعبد الذي يُسبَّح بواسطته اسم سيده" (أم 10:30) أنا الضعيف والحقير اتضرع إلى حضرتكم لتذكروني في صلواتكم المختارة والمقبولة ولتصلوا لأجل حقارتي لاستحق أن أكون موطئاً تحت اخمص اقدامكم المقدسة ولأنجو من العالم السيء لمجد يسوع، الذي له التسابيح والبركات مع ابيه وروحه الآن أيضاً وفي كل وقت إلى أبد الآبدين آمين. المرجع: رسائل مار يعقوب السروجي الملفان، ترجمة الدكتور الأب بهنام سوني. موسوعة "عظماء المسيحية في التاريخ، رقم 3. الرهبنة الأنطونية لبنان. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
† † † القديس يعقوب السروجى † † † |
السامرية _ يعقوب السروجي |
تدفق الأخبار _ يعقوب السروجي |
القديس يعقوب السروجى |
اقوال مار يعقوب السروجي |