الإنـاء المختـار

[merona]

الإنـاء المختـار
++++++++++++++




لاحظ أندرو أن ابنه موسى يعاني من حالة إحباط شديدة وفي حديث طويل معه قال موسى: "يا أبي إني حزين جداً، فأنا لست مثل زملائي، مواهبي قليلة جدًا وربما بلا مواهب، جسدي ضعيف، لماذا خلقني الله أقل من كل زملائي؟" روى أندرو لابنه هذه القصة الرمزية:

أراد الملك أن يختار إناءً يستخدمه. وجد عدة أوان على الرف.

التقى السيد بإناء ذهبي. في اعتزاز قال له الإناء: "أنا إناء ذهبي، مرصع باللآلئ، غالي الثمن، لي بريق. أظن أنا أفضل كل الأواني، لتضعني في مكان لائق بي" ، قال له السيد: "إنني لا أعمل في القلب المتكبر؛ ولا أريد إناءً غالي الثمن أضعه في مكان مرموق".

أمسك السيد بالإناء الفضي، وهو إناء طويل ورفيع. قال: "أظن أني أنا الإناء المناسب، يضعني الأغنياء على المائدة أثناء الطعام لكي يشربوا بي الخمر"، قال له السيد: "إني لا أطلب إناءً لا يقدر أن يقتنيه إلا الأغنياء".

انتقل إلى الإناء النحاسي فوجده ضخماً للغاية، فمه متسع جدًا، وكانت مادته النحاسية لامعة جدًا. قال الإناء: "أنا هنا، فإني إناء قوى يحتمل الكثير..." قال له السيد: " لست أطلب إناءً فارغًا، فمه متسع وضخم، يعتز بقوته".

انتقل إلى الإناء الزجاجي الذي قال له: "أنا زجاجي شفاف، تضعني على المائدة فيرى الكل ما بداخلي وإن كنت سريع الكسر، ولكن ليس من بين كل الأواني من يعمل حسنًا مثلي!" قال له السيد: "لا تصلح لي، فإني لا أطلب من يظن أنه أفضل من غيره، ولا من يظهر أسراره الخفية، وعلاقته بي".

التقى السيد بالإناء الخشبي، الذي قال له: "إني من خشب ثمين مزين بالحفر، يمكن أن تضع في الفواكه" قال له السيد: "لست أطلب من يفتخر بزينته الخارجية".

أخيرًا التقى السيد بإناء خزفي، الذي بتواضع قال له: "يا سيدي إني مشتاق أن تستخدمني. أنا من تراب لا قيمة له، يحتقرني الكثيرون، لا أصلح لشيء إلا لكي امتلئ ماء كي يشرب مني الفقراء والمعدمون. أنا سهل الكسر. أنت وحدك يمكنك أن تخرج مني شيئًا نافعًا إن ملأتني بخيراتك".

أنا اعلم أنك لا تحتقر أحداً. تريد أن تعمل بالكل.
أنت تعلم إني لست إناء من ذهب أو فضة.
لست من نحاس مصقول، ولا من زجاج كريستال.
لست من الخشب الذي لا يسوس، أنا إناء خزفي.

ففرح الملك به جداً وأصبح هذا الإناء إناء عظيماً جداً.

"ولكن لنا هذا الكنز في أوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا" (2 كورنثوس 4 : 7