المصابون يروون «حكايات الدم» أمام «كمين» الإخوان بالجامعة

[Mary Naeem]

المصابون يروون «حكايات الدم» أمام «كمين» الإخوان بالجامعة
شخص يرتدى النقاب أمطرنا بالرصاص من فتحة سقف السيارة.. ومصدر لـ« »: الجناة مرتبطون بالتنظيم الإرهابى



استمعت نيابة مدينة نصر ثان برئاسة المستشار حسين شديد، أمس، لأقوال مصابى الحادث الإرهابى الذى استهدف قوات الشرطة المكلفة بتأمين المدينة الجامعية بالأزهر، وأسفر عن مقتل 3 مجندين وإصابة 8 بينهم المقدم محمد الصعيدى رئيس مباحث قسم ثان مدينة نصر.
قال المصابون فى التحقيقات إن القوات كانت متمركزة بجانب قسم الشرطة على بعد أمتار من المدينة الجامعية، وفوجئ أفراد القوة بسيارة ملاكى «سكودا» ترجع إلى الخلف لمسافة 6 أمتار، فانتبه أحد أفراد القوة وأسرع ناحيتها ففوجئت القوات بوابل من الرصاص أطلقه شخص يرتدى النقاب داخل السيارة وهو يُخرج رأسه من فتحة السقف».
فوجئنا بالهجوم بعد عودتنا من التصدى لشغب طلاب الإخوان بـ5 دقائق
وأضاف المصابون أمام أحمد مجدى عبدالغنى، مدير النيابة، أن الشخص المنتقب استمر فى إطلاق الرصاص على القوات من بندقية آلية حتى انتهت الطلقات من خزينة سلاحه، فسارع قائد السيارة بالهرب.
وأوضحوا فى التحقيقات التى أشرف عليها المستشار مصطفى خاطر، المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة، أن عنصر المفاجأة والسرعة كان سبباً فى هروب المتهمين فضلاً عن عدم استعداد القوات لمثل هذا الحادث المباغت الذى لم يستمر أكثر من دقيقة واحدة.
وكشف المصابون أن المتهمين هاجموا القوات بعد حوالى 5 دقائق فقط من السيطرة على أعمال الشغب التى حدثت من جانب طلاب تنظيم الإخوان الإرهابى، عندما حاولوا قطع طريق الخليفة المأمون عقب خروجهم من بوابة مدينة الأزهر الجامعية.
تامر
وأوضح المصابون أن أفراد القوة لم يبادلوا منفذى الجريمة إطلاق الأعيرة النارية لأنهم انشغلوا فى القتلى والمصابين الذين سقطوا على الأرض غارقين فى دمائهم ما ساعد على هروب المتهمين فى الحال، وأشاروا إلى أن زملاءهم خرجوا من القسم لاستكشاف الأمر بعد سماعهم صوت الأعيرة النارية، لكن المتهمين كانوا قد هربوا قبل أن تتعامل معهم باقى القوات بعد سقوط 3 شهداء من زملائهم وهم تامر محمد مصطفى من كفر الدوار بالبحيرة، ومعوض شعبان من الفيوم، ومحمد سيد صبحى من نبروه بالدقهلية.
كانت المعاينة كشفت عن وجود كميات كبيرة من فوارغ الطلقات النارية والشماريخ وزجاجات المولوتوف، والحجارة، وحطام زجاج عدد من السيارات، وإطارات السيارات المحترقة وفوارغ قنابل غاز مسيل للدموع، وعثر فريق النيابة على 33 فارغاً لطلقات آلية و9 ملى فى مكان الحادث.
وأوضحت معاينة النيابة أن منفذى الجريمة هاجموا أفراد القوة فى الساعة 12 مساء أمس الأول، وأطلقوا أعيرة نارية من سيارة ملاكى «سكودا»، وفتحوا النيران من بنادق آلية على القوات المتمركزة فى محيط سور المدينة الجامعية والتى كانت تتعامل مع ممارسات الشغب والعنف التى باشرها عناصر من تنظيم الإخوان الإرهابى وأن القوات كانت تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق المتظاهرين وإجبارهم على العودة داخل المدينة الجامعية.
أظهرت المعاينة التى استغرقت ساعة كاملة أن انشغال القوات فى التصدى لممارسات الشغب والعنف تسبب فى هروب المتهمين الذين نفذوا الجريمة وفروا هاربين مستغلين عدم جاهزية القوات فى متابعة الحالة الأمنية بسبب ممارسات العنف والبلطجة من جانب عناصر تنظيم الإخوان فى المدينة الجامعية والذين خرجوا من مبنى المدينة الجامعية محاولين قطع طريق الخليفة المأمون وأجبرتهم القوات على التراجع والعودة، وعقب استقرار القوات ووقوفها فى أماكنها هاجم منفذو الجريمة القوات من بنادق آلية ونجحوا فى الهروب من مكان الحادث بعد سقوط 3 قتلى وعدد من المصابين.
شعبان
وأوضحت وجود آثار أعيرة نارية فى سور المدينة الجامعية، وآثار طلقات نارية فى 3 مدرعات تابعة للأمن المركزى، فيما أمرت نيابة ثان مدينة نصر برئاسة المستشار حسين شديد بتشريح جثث الضحايا والتصريح بدفنها، وطلبت سرعة إجراء تحريات المباحث والأمن الوطنى حول الواقعة، وقررت التحفظ على فوارغ الطلقات وإرسالها إلى المعمل الجنائى، وسرعة ضبط وإحضار الجناة.
من جانبه، قال مصدر أمنى لـ«الوطن» إن فرق البحث وجمع المعلومات فى القضية تواصل جهودها للقبض على منفذى الجريمة، من خلال فحص عدد من المشتبه فيهم.
أضاف المصدر: «الفريق المكلف بالتحرى عن منفذى الجريمة يجمع معلومات عن عدد من عناصر تنظيم الإخوان الإرهابى المشاركين فى تظاهرات مناطق عين شمس والمطرية وعزبة النخل، والجناة لهم علاقات قوية بتنظيم الإخوان».