الثالوث القدوس والفكر الإنساني
إيماننا بالثالوث القدوس لا يضاد الفكر الإنساني كما يظن البعض، فإن كان هو سر فكما قلنا إنما لأننا في حاجة إلي إعلان إلهي عنه. حتى الوحدانية تحمل أسرارا يعجز العقل عن إدراكها، نذكر علي سبيل المثال أن الكل يؤمن بأن الله (مالئ) السماء والأرض وغير محدود ن ومع هذا نؤمن بالعرش الإلهي.. فهل هو عرش محدود؟ كيف نراه في السماء علي العرش؟ كيف يملأ الكل وفي نفس الوقت بكامله -إن الله لا يتجزأ- موجود في كل حجرة أو بيت لله؟!
لنا في النفس البشرية مثال مبسط أو ظل للثالوث، فكل نفس هي موجودة ناطقة حية، والوجود غير النطق غير الحياة.. وهي نفس واحدة لا توجد دون الكيان أو النطق أو الحياة.
والنار أيضا هي لهب منير حار؛ اللهيب غير النور غير الحرارة، ومع ذلك فهي نار واحدة.
أخيرًا كان لزاما الكشف عن الثالوث القدوس لتحقيق خلاصنا بالله الذي يحب البشرية فأرسل كلمته متجسدا يحمل ثقل خطايانا، يفي الدين عنا، ليرسل روحه القدوس رافعا إيانا إلي مجده.
إيماننا بالثالوث القدوس يكشف حقيقة الله كمحب للبشر، لا يود تحطيمنا أو السيطرة علينا كما يظن بعض الوجوديين الملحدين، وإنما هو حب فائق يود بنوتنا لننعم بالاتحاد معه، نشاركه أمجاده الأبوية.