عبد الله كمال يرصد سقطات حوار "السيسي"

[Mary Naeem]

عبد الله كمال يرصد سقطات حوار "السيسي": المشير لم يعبر عن أفكار تحقق نقلة.. لم يعطِ نظرة شاملة للتعليم والاهتمام بالمدارس.. ولم يضع خطة لتطوير الخطاب الدينى

رصد الكاتب الصحفي عبد الله كمال، عددًا من الملاحظات التي افتقدها حوار المشير عبد الفتاح السيسي، المرشح الرئاسي.

قال كمال، في تدوينة على صفحته بموقع "فيس بوك"، اليوم الأربعاء، تحت عنوان "مالم نجده في حوار السيسي": "وصفت حوار المرشح الأقوي عبدالفتاح السيسي بأنه (مقابلة ناجحة ومرشح مبشر)، ومن ثم توقعت بعد الجزء الأول من الحوار - المذاع يوم الإثنين - أن يؤدي بلهجته ورسائله ومضمونه القوى إلى خروج ٢٥ مليون ناخب في يومي التصويت. لم أزل على توقعي هذا، حتى مع تراجع مضمون الجزء الثاني من الحوار مقارنة بالجزء الأول.. ومن المفهوم أن الحوار عمليًا عبارة عن حلقة واحدة تم توزيعها على جزأين، وأن الرسائل لا بد من استيعابها في إطار واحد لا على يومين، وأن مدة حوار بهذا الامتداد تصل إلى أربع ساعات لابد أن تؤدي إلى موقف هنا أو موقف هناك".

لغة رجل الدولة
وأضاف: "باستخدام هذا المعيار، أن الحوار كل واحد ليس جزأين، فإن ما قاله المشير السيسي تضمن إيجابيات كثيرة، أبرزها على الإطلاق انكشاف لغة ولهجة رجل الدولة الواضح في موقفه من جماعة الإخوان، وابتعاد أسلوب الرجل الهادئ الذي يقول كلامًا لطيفًا وتصريحات ودودة".

وتابع: "في الحوار كذلك وضوح انتخابي، بتحديد مواقف المرشح المخاطب للكتل الرئيسية التي سوف تصوت له، الرافضين للإخوان، والنساء، والمؤيدين لمشروع الدولة، والأقباط، وذوي الدخل المنخفض، وفيه مواقف خارجية صريحة وبرجماتية.. ومنها مثلا أنه سوف يزور إسرائيل إذا تأسست الدولة الفلسطينية وكانت عاصمتها القدس، وفيه أيضا إصرار - أكثر من الأفكار - على تحقيق النجاح ونقل البلد إلى أفق آخر".

تحديث الدولة
واستطرد كمال: "على الرغم من ذلك فإنني لم أجد في الحوار كلمة واحدة تشير إلى التحديث، أو عبارة تتكلم عن التكنولوجيا. حسنًا فعل المشير السيسي حين تكلم عن رعاية المعلم والاهتمام بالمدارس.. لكنه لم يعطِ نظرة شاملة للتعليم.. ولم يعبر عن أفكار تحقق نقلة، وإنما عن خطوات لعبور مشكلة".

وواصل: "المشير السيسي تحدث عن الخطاب الديني المرفوض الذي أساء إلى إنسانية الإسلام، ومن ثم أوحي بأنه بصدد عمل يتعلق بهذا الخطاب.. غير أنه قد لايكون قد أتيح له التعبير عن أفكار تتعلق بأهمية التحديث كمقوم وركيزة في التعامل مع هذا التحدي الذي لم يتكلم عنه رئيس من قبل بتلك الصراحة وذلك التحدي. وقد تحدث عن وجوب حدوث قفزة في مسيرة المجتمع، ولكنه لم يتطرق إلى التكنولوجيا التي يمكن أن تحقق تلك القفزة، أو القادرين على إنتاجها أو القادرين على هضمها.. إن القفزة التي يمكن أن تحدث بالإرادة لايمكن أبدًا أن تقارن بالقفزة التي يمكن أن تحدث بفهم تكنولوجي وتصور علمي لمعالجة جوانب قصور عديدة في ثقافة المجتمع".

صمود الاقتصاد
واختتم كمال تدوينته قائلًا: "إن السيسي يتعهد بتحقيق قفزة من خلال إدارة الأزمة، بقدر وافر من الصرامة والإصرار، ويمكن توقع أن القضاء على الانفلات واستعادة مستوي الحد الأدنى من الأمن سوف يؤدي إلى تقليل نزيف الخسائر وبالتالي صمود الاقتصاد قبل الانهيار.. كما يمكن توقع أن تحقيق (مشغولية) المجتمع في الأعمال التي سوف تنتج عن مساعدات من الدول العربية سينقل المجتمع من مرحلة الكلام إلى مرحلة اللهاث وراء مهمات وأهداف..هذا جيد ويؤدي إلى إنجاز ولكن هل يحقق القفزة؟".