![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزمور 22 (23) يرى كثير من آباء الكنيسة في هذا المزمور تسبحة جميلة تغنى بها داود النبي حين لمس رعاية الله في حياة كل عضو من أعضاء شعب الله خلال أعماله السرائرية، خاصة الإفخارستيا والمعمودية والميرون. يفتتح المرتل تسبحته بقوله: "الربُّ راعيَّ فلا يُعْوِزني شيء"، موضحًا حالة الفرح الداخلي التي تملأ قلب المؤمن بشبعه الروحي من النعم الإلهية، التي تُغدق عليه خلال هذه الأسرار الإلهية. أما قوله: "في مراعِ خضر يُربِضني"، فيرى القديس غريغوريوس النيسي أن هذه المراعي الخضراء هي كلمة الله التي تقدم للموعوظين قبل عمادهم. "إلى مياه الراحة يوردني" [ع 2]: يقول البابا أثناسيوس الرسولي: [مياه الراحة بلا شك تعني المعمودية التي تزيل ثقل الخطيئة [66].] ويقول القديس كيرلس السكندري: [المراعي هي الفردوس الذي سقطنا منه، هذا الذي يقودنا المسيح إليه ويقيمنا فيه بواسطة مياه الراحة التي هي المعمودية [67].] "أيضًا إن سِرْتُ في وادي ظل الموت لا أخاف شرًّا لأنك أنت معي. عصاك وعكَّازك هما يعزّيانني" (ع 4). يعلق الآباء على هذه الكلمات بالقول: * يلزمك أن تدفن بالموت معه في المعمودية، لكنه ليس في ذات الموت إنما تدخل في ظل الموت وصورته [68]. القديس غريغوريوس النيسي * إذ نعتمد في موت المسيح تسمى المعمودية ظل الموت وصورته فلا تخيفنا [69]. القديس كيرلس السكندري * عندئذ يقود الإنسان بعصا الروح، فبالحق (الذي يقود) الروح هو الباركليت [70]. القديس غريغوريوس النيسي "مسحتَ بالدهن رأسي" [ع 5.] يقول القديس كيرلس الأورشليمي: "إنه يدهن رؤوسكم بزيت على جباهكم، بالختم الذي تتقبلونه من الله، كما تحملوا علامة الختم [71]". هذه صورة مختصرة لفهم الآباء لهذا المزمور بطريقة سرائرية، ولعل هذا ما دفع بعض الكنائس الأولى أن تجعله "مزمور المعمودية" الذي يترنم به المعمدون حديثًا وهم خارجون من حجرة المعمودية متجهين نحو صحن الكنيسة، للاشتراك لأول مرة في ليتورجيا الإفخارستيا يوم عيد القيامة (الفصح) ليتمتعوا بالمائدة الدسمة. إنه أنشودة الفرح برعاية الله للكنيسة خلال جرن المعمودية ومسحة الميرون والمذبح المقدس! |
![]() |
|