أبغضوني بلا سبب
في هذه المرحلة من حياة داود، حاول شاول الملك مرات عديدة أن يقتله. وبالرغم أنه أدخل داود إلى بيته تنفيذًا لوعده لمن يقتل جليات أن يعطيه ابنته زوجة, وبالرغم أنه أعطاه ابنته ميكال زوجة إلا أن هذا لم يحمِ داود أو يجعل شاول يعتقه ويتركه يعيش في أمان. وإذ بدأ شاول يعلن الحرب ضد داود، كانت النتيجة طبعًا, إن داود النبي الذي مُسح ملكًا من قبل الرب, اضطر أن يهرب.
وقد عاتب داود النبيشاول, وقال له: ماذا عملت أو أي تصرف صدر منى يحمل معنى الكراهية لك أو الرغبة في أن أستولى على الحكم أو على المملكة لتقف ضدي هكذا؟! لم أصنع معك إلا كل خير ومحبة. لكن هذه هي طبيعة الأشرار كما قال الكتاب "لَكِنْ لِكَيْ تَتِمَّ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ فِي نَامُوسِهِمْ: إِنَّهُمْ أَبْغَضُونِي بِلاَ سَبَبٍ" (يو15: 25), وأنهم يجازون البار عوض محبته شرًا, ويقول أيضًا "أَكْثَرُ مِنْ شَعْرِ رَأْسِي الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي بِلاَ سَبَبٍ. اعْتَزَّ مُسْتَهْلِكِيَّ أَعْدَائِي ظُلْمًا. حِينَئِذٍ رَدَدْتُ الَّذِي لَمْ أَخْطَفْهُ" (مز69: 4).