![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «لِمَنْ أَنْتَ وَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟» فَقَالَ: «أَنَا غُلاَمٌ مِصْرِيٌّ عَبْدٌ لِرَجُلٍ عَمَالِيقِيٍّ، وَقَدْ تَرَكَنِي سَيِّدِي لأَنِّي مَرِضْتُ مُنْذُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ» (1صم30: 13) لقد كانت شفقة داود بهذا العبد الغريب الذي كان مشرفًا على الموت سببًا في تحقيق الانتصار. ولما تكلَّم داود مع الغلام، وأعطاه اليقين والأمان، صار العبد المصري المستعبد للعماليقي القاسي خادمًا لداود الملك. كان قبلاً ينتمي إلى تلك الجماعة التي كان كل أفرادها «مُنْتَشِرُونَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَرْقُصُونَ» (ع16). لقد ظنوا أنهم في مأمن، ولم يتوقعوا وجود أي خطر يتهددهم عندما فاجأهم صياح الحرب وصوت المعركة، وباغتهم الملك وعسكره. ونرى هنا صورة لما سيحدث لهذا العالم «لأَنَّهُ حِينَمَا يَقُولُونَ: سَلاَمٌ وَأَمَانٌ حِينَئِذٍ، يُفَاجِئُهُمْ هَلاَكٌ بَغْتَةً» (1تس5: 3). وهكذا استرد داود كل شيء. لا شك أن الشيطان قد أعمى الناس حتى لا يصدقوا كلمة الله، وأوهمهم أنه لا حاجة إلى الخوف، وأن كل شيء باقٍ كما هو (2بط3)، ولكن الرسول بولس يقول: «لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِالتَّحْقِيقِ أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ هَكَذَا يَجِيءُ. لأَنَّهُ حِينَمَا يَقُولُونَ: سَلاَمٌ وَأَمَانٌ، حِينَئِذٍ يُفَاجِئُهُمْ هَلاَكٌ بَغْتَةً، كَالْمَخَاضِ لِلْحُبْلَى، فَلاَ يَنْجُونَ» (1تس5: 2، 3). والرسول بطرس في رسالته الثانية يدق ناقوس الخطر لكل غافل يظن أن دورة الأيام ستستمر كما هي عليه منذ القديم، دون جديد، وأن «كُلُّ شَيْءٍ بَاقٍ هَكَذَا مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ»، ولكل مستهزئ يتساءل مستنكرًا: «أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ؟» (2بط3: 4)، ويتناسى هؤلاء حادثة غضب سابقة هلك بسببها العالم القديم، حين أغرق الله الأرض بمن عليها بالطوفان الرهيب. والعجيب أن لغة هؤلاء المستهزئين اليوم لا تختلف كثيرًا عن لغة الناس زمن الطوفان، إذ كانوا يشعرون باستقرار الأمور وأنه لا جديد تحت الشمس، وظنوا في غبائهم أن الله، ساكن السماء، لن يتدخل ليضع حدًا لشرورهم على الأرض. ولكن لا عجب إذ أن المسيح – له المجد – قال أيام تجسده على الأرض: «وَكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍ كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضاً فِي أَيَّامِ ابْنِ الإِنْسَانِ. كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيُزوِّجُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ دَخَلَ نُوحٌ الْفُلْكَ وَجَاءَ الطُّوفَانُ وَأَهْلَكَ الْجَمِيعَ» (لو17: 26, 27). وكذلك في أيام لوط، فمع أن الشمس أشرقت مرة أخرى في الصباح كالمعتاد على المدينة المقضي عليها بالهلاك بعد ليلة أثم، إلا أنه بعد أن خرج لوط من سدوم، أمطر الرب عليها نارًا وكبريتًا، وأهلك كل شيء «كَذَلِكَ أَيْضاً كَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ لُوطٍ كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَشْتَرُونَ وَيَبِيعُونَ وَيَغْرِسُونَ وَيَبْنُونَ. وَلَكِنَّ الْيَوْمَ الَّذِي فِيهِ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُومَ أَمْطَرَ نَارًا وَكِبْرِيتًا مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَ الْجَمِيعَ. هَكَذَا يَكُونُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُظْهَرُ ابْنُ الإِنْسَانِ» (لو17: 28-30). قارئ العزيز: إن غضب الله حقيقة مؤكدة، والدينونة آتية لا ريب فيها؛ دينونة رهيبة مرعبة لمن رذلوا النعمة، واستهانوا بالرحمة، ورفضوا المخلص. والدينونة العتيدة لن تكون دينونة ماء من السماء، بل نار للأرض، وهلاك الناس الفجار (2بط3: 5-7). ويا ليتك تُسرع إلى المسيح الآن بالتوبة والإيمان، فتنجو بنفسك من الغضب الآتي ومن الهلاك الأبدي. وما أعظم ما ينتهي به أصحاحنا! لم يستسلم داود للاقتراح الأناني الذي اقترحه بعض من رجاله بأن أولئك الذين كانوا ضعفاء عن الذهاب معه للمشاركة في الحرب لا يتشاركون في الغنيمة. وهكذا نرى داود، بملء النعمة يسأل عن سلامة الرجال الضعفاء (ع21)، ثم ينتهر قساوة القلب (ع23)، وقرر أن الغنيمة يجب أن تُقسم بالتساوي بين أولئك الذين ذهبوا للمعركة وأولئك الذين تخلفوا. وجعلها فريضة وقضاء لإسرائيل «لأَنَّهُ كَنَصِيبِ النَّازِلِ إِلَى الْحَرْبِ نَصِيبُ الَّذِي يُقِيمُ عِنْدَ الأَمْتِعَةِ، فَإِنَّهُمْ يَقْتَسِمُونَ بِالسَّوِيَّةِ» (ع24، 25). وهكذا فإن داود، الرجل الذي حسب قلب الله، يُظهر النعمة التي "ازدادت جدًا"، فنراه يتصرف في كمال التوافق مع فكر الله حتى أصبح تصرفه فريضة وقضاء للشعب؛ إن المقيم عند الأمتعة يقتسم الغنائم مع الداحرين للعدو (1صم30: 24, 25 قارن من فضلك عدد31: 27؛ يشوع22: 8؛ إشعياء53: 12). وفي إحسان رجل الله المنصور يبعث بالهدايا لأحبائه وجيرانه قائلاً: «هَذِهِ لَكُمْ بَرَكَةٌ مِنْ غَنِيمَةِ أَعْدَاءِ الرَّبِّ» (ع26). فلم يكن داود راجعًا مستردًا مكانه فقط، بل كان متقدمًا في سبيل الإيمان؛ أ ليست أعماله هذه مؤشرًا إلى ابن داود الأعظم؛ ربنا يسوع المسيح، ونحن نرمقه ساجدين في نهايات البشائر الأربع كالراجع منصورًا من أعظم صراع، يقتسم أسلابه مع قطعانه الهزيلة! ما تبعه أحد إلى أرض المعركة، حتى ولا أقاموا عند الأمتعة، بل قد تركوه كلهم، ولكنه وزع لكل واحد وللجميع – بسخاء يد المحبة السرمدية – السلام والفرح (يو20: 19، 20)، المقام الجديد أما إلهه وأبيه (يو20: 17). وخلاصة القول: وزع عليهم الخلاص العظيم الذي هو غنيمة صراع الجلجثة الرهيب. فيا لنعمة إلهنا! يا لغناها! يا لسموها! |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
![]() |
![]() ![]() فيا لنعمة إلهنا! يا لغناها! يا لسموها! |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وزع عليهم الخلاص العظيم الذي هو غنيمة صراع الجلجثة الرهيب. فيا لنعمة إلهنا! يا لغناها! يا لسموها!
ربنا يفرح قلبك |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
![]() |
![]() ميرسى على مروركم الغالى ![]() |
||||
![]() |
![]() |
|