![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فصل النور عن الظلمة هو أوامر إلهية وكنسيَّة ووضع الله قواعد روحية لوجوب الانفصال عن العشرة الخاطئة، منها عدم الزواج بالنساء الأجنبيات. ولما وقع سليمان الحكيم في هذا الخطأ، انحرف بسبب نسائه الغريبات اللائى أملن قلبه وراء آلهة أخري... وأقام المرتفعات " لجميع نسائه الغريبات اللواتي كن يوقدون ويذبحن لألهتهن" (1مل11: 1 8). وعاد سليمان ليحارب هذا الخطأ في مواضع كثيرة من سفر الأمثال (أم2: 16 ؛ 7: 5 ؛ 5: 20 ؛ 6: 24 ؛ 22: 14). كما حورب هذا الأمر من عزرا ونحميا (عز10: 2 ؛ نح13: 16). ![]() وقد وضع لنا القديس بولس الرسول مبدأ روحيًا هامًا قال فيه: "لا تضلوا. فإن المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة" (1كو15: 33). ويقول أيضًا " لا تخالطوا الزناة" (1كو5: 9)، كما يقول " اعزلوا الخبيث من وسطكم" (1كو5: 13). وقال بالتفصيل " إن كان أحد مدعوًا أخًا، زانيًا، أو طماعًا أو عابد وثن، أو شتامًا، أو سكيرًا، أو خاطفًا، أن لا تخالطوا ولا تؤكلوا مثل هذا" (1كو5: 11). ووردت نفس النصيحة في المزمور الأول. " طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس" (مز1). لاشك أن الإنسان يتأثر بالبيئة المحيطة. وكما قال الأباء أن الشخص البعيد عن مادة الخطية، إذا حورب بها أنما يحارب من الداخل فقط. أما إذا كان قريبًا من مادة الخطية، فتكون أمامه حربان أحدهما من الخارج. والأخرى من الداخل. ويصبح الأمر صعبًا عليه. إذن البعد عن المجال الخاطئ أنفع. لذلك كانت الكنيسة في أجيالها الأولي تعزل الخطاة عن جماعة المؤمنين. وتسمح مطلقًا بتواجدهم داخل الكنيسة. ويبقي حضور الكنيسة وقداساتها للقديسين فقط. وكان نظام العقوبات شديدًا جدًا في الكنيسة في العصور الأولي للمسيحية واقصى ما كان يسمح به هو قداس الموعوظين، وفي الغالبية كان يحضره الداخلون جديدًا في الإيمان وليس الخطاة هؤلاء يحضرون القراءات الكنسية من الرسائل والسنكسار والإنجيل ثم العظة. وينصرفون... والعزل لم يكن يشمل فقط المنحرفين في سلوكهم، وإنما أيضًا المنحرفين في الإيمان وفي الفكر والعقيدة. وقد قال القديس يوحنا الحبيب في ذلك " إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم، فلا تقبلوه في البيت، ولا تقولوا له سلام. لأن من يسلم عليه، يشترك معه في أعماله الشريرة. (2يو10: 11). وكان هذا الأمر خاصًا بأصحاب البدع والهرطقات، حتى لا ينشروا فكرهم وسط الجماعة المؤمنين ويؤثروا عليهم. ولعل وصية القديس يوحنا حاليًا مع الذين ينشرون الشكوك في الدين من أمثلة الملحدين، وشهود يهوه، وكل من يبتدع أفكارًا منافية للإيمان المسلم به مرة للقديسين (ية3). ولعل من أشهر أمثلة العزل في العصر الرسل، قصة حنانيا وسفيرة. حيث لم يقبل القديس بطرس الرسول أن يكذب هذان على روح الله القدوس (أع5: 1 11). ومن اشهر الأمثلة أيضًا العقوبة التي أوقعها القديس بولس الرسول على خاطئ كورنثوس (1كو5: 1 5). وأقدم مثال للعزل، هو طرد آدم وحواء من الجنة. حيث فصلهما الله عن شجرة الحياة، وفصلهما عن الفردوس، وجعلهما خارجًا... والخطية عمومًا هي انفصال عن الله، وعن ملكوته وملائكته وقديسيه. وحياة البر هي انفصال عن الخطية وعن مشاركة الخطاة. وفي المعمودية يبدأ الإنسان الروحي اعتزاله الأول عن الشيطان والخطيئة: ففي المعمودية يجحده إنسان علنًا، هو وكل أعماله الشريرة، وكل جنده وكل سلطانه، وكل بقية نفاقه. ويعتزل ايضًا عن إنسانه العتيق، فيموت هذا الإنسان في المعمودية، ليولد إنسان جديد على صورة الله. وكذلك ينفصل الإنسان عن كل الخطايا السابقة للمعمودية، سواء الخطية الأصلية أو كل الخطايا الفعلية، ليحيا الإنسان حياة جديدة طاهرة ثابتة في الله. وهكذا يتحقق أيضًا قول الكتاب " وفصل الله بين النور والظلمة". |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
انجيل يوحنا 1 :5 و النور يضيء في الظلمة و الظلمة لم تدركه |
بين النور و الظلمة |
من الظلمة إلى النور |
من الظلمة إلى النور !!! |
من الظلمة إلى النور !!! |