سلالم وفتحات وتعديات فى انتظار «الكارثة»
الرقابة غائبة تماماً.. و«الحاويات» تصطدم بالأعمدة الحاملة للكوبرى.. و«الورش» بالأسفل حدّث ولا حرج
الطريق الدائري تحولت المنطقة المحيطة بالطريق الدائرى لكتل سكنية، وأصبح الطريق هو المنفذ الأقرب والأسرع لهم للتحرك داخل محافظات القاهرة الكبرى «الجيزة والقاهرة والقليوبية».
وفى ظل غياب الحكومات المتعاقبة أو عجزها عن حماية هذا المحور الرئيسى وتطبيق القانون على المعتدين، شرع الأهالى فى بناء سلالم خرسانية بطريقة عشوائية، مع خرق للجدار الخرسانى الذى يحدد طرفى الطريق للوصول إليه، ليصطف العشرات صباح كل يوم على أطراف الطريق، أو ما يطلقون عليه «المحطة»، فى انتظار سيارة لا تؤكد أوراقها أو بياناتها المدونة على لوحاتها المرورية أنها أجرة.
بهذه الطريقة انتشرت المئات من المحطات العشوائية والسلالم غير المؤّمنة على طرفى الطريق، حيث لم تتم مراعاة أى معايير للأمان، سواء للطريق أو للمواطنين الذين يصعدون على السلالم، كما يقول الدكتور أسامة عقيل، أستاذ هندسة الطرق والكبارى بجامعة عين شمس، والذى أرجع تفاقم الأزمة إلى تهاون الأجهزة التنفيذية فى الرقابة، ليصبح الجدار المائل المبنى من طوب الدبش الأبيض، الذى يهدف إلى حماية جسد المحور وبنيته التحتية، محملا بمئات الآلاف من درجات السلالم غير المؤّمنة، لأن كل منطقة أو تجمع سكنى لم يدخر جهدا لخلق وسيلة تمكنه من الصعود والهبوط من أعلى الطريق إلى منازلهم.
تصل الانتهاكات إلى الأنفاق والمشايات الموجودة أسفل الطريق الدائرى، والتى تبلغ فى منطقة القوس الشرقى حوالى 17 نفقاً ومشاية، ويتضاعف العدد فى منطقة القوس الغربى، وفقاً لإحصائيات وزارة النقل، ارتفاع حمولة الشاحنات، وتحميل الحاويات على سيارات النقل الثقيل أثناء عبورها من أسفل الكبارى الحديدية والخرسانية التى تنتشر أسفل الطريق، هو ما رصدته «الوطن» بالصور أثناء عبور إحدى الشاحنات من أسفل الطريق فى منطقة مؤسسة الزكاة التابعة لمدينة السلام، حيث حُشرت إحدى الحاويات فى سقف الكوبرى، ما تطلب الاستعانة بـ«ونش» لدفع الحاوية المحملة على السيارة من الخلف، لتتطاير قطع خرسانية صغيرة من الأعمدة التى تحمل أحد الكبارى الممتدة على الدائرى. ما حدث يصفه حسين نجيب، صاحب كشك على الطريق، بـ«المعتاد»، ويتكرر باستمرار بسبب انتشار العديد من المخازن الخاصة بشركات النقل والمعدات الثقيلة فى المنطقة، مشيراً بسبابته إلى أثر الاحتكاكات الكثيرة فى الأعمدة الخرسانية التى تحمل أحد الكبارى المعدنية فى جسم الطريق.
يدخل ضمن التعديات استغلال بعض الأهالى المساحات الخالية والفراغات الموجودة أسفل كبارى الطريق الدائرى لبناء المحال والمقاهى والمخازن، كما هو الحال أسفل كوبرى القومية العربية بمنطقة إمبابة وجزيرة محمد بالوراق، حيث قام الأهالى بتقسيم «الباكيات» الموجودة أسفل الكوبرى إلى محال صغيرة، تم إنشاؤها
الوطن