«الربيع العربي يطرق أبواب البيت الأبيض»..

[Mary Naeem]

«الربيع العربي يطرق أبواب البيت الأبيض».. الخلاف الداخلي يعصف بأمريكا.. ارتفاع البطالة لـ9%.. «التسريح» بانتظار 2.1 مليون موظف..«اليوان» يهدد عرش الدولار.. والأزمة الاقتصادية بداية الثورة على النظام

كل المؤشرات الأمريكية في الوقت الحالي توضح أن الولايات المتحدة تواجه أزمة مالية كبيرة لم تسبق لها مواجهتها من قبل، ما سيتسبب في تسريح نحو 2.1 مليون موظف بالمصالح الحكومية، ولا يوجد ضمان لحصولهم على رواتبهم المتأخرة، بعد الأزمة العاصفة التي تعاني منها البلاد، كما أنه من المتوقع ألا تستطع أمريكا سداد ديونها والتي تبلغ 16.3 تريليون دولار.

الصراع الداخلي بين حزبي الديمقراطيين والجمهوريين تسبب في تفاقم الأزمة خاصة بعد رفض مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي الذي يتبعه الرئيس أوباما، الميزانية الطارئة التي تقدم بها مجلس النواب الخاضع لسيطرة الجمهوريين، وذلك لأنها تقلص من نفقات برنامج الرعاية الصحية الذي يتبناه الرئيس وحزبه، وهو ما أدى لتفاقم الأزمة داخل الكونجرس، وعدم إقرار الميزانية حتى الآن.

وتشير الدراسات إلى أن الأزمات الاقتصادية غالبا ما تتصاعد في الأنظمة الرأسمالية بسبب رفضها التدخل للحد من نشاطات الأفراد الاقتصادية مما يتسبب في فوضي اقتصادية وكانت أكبر أزمة اقتصادية تعرضت لها الولايات المتحدة هي أزمة الكساد الكبير في عهد هربرت هوفر عام 1932 ثم جاء الرئيس روزفلت ليعلن عن حل للأزمة في 1932 والذي أبهر المحللون بسرعة تطبيق خطته والتي كان من المفترض أن تستغرق أعواما لتنفيذها.

وكان مكتب الإحصاء الأمريكي قد أصدر تقريرا عام 2011 يتحدث فيه عن ارتفاع غير مسبوق بنسبة الفقر في الولايات المتحدة حيث يعاني ستة وأربعون مليون أمريكي من الفقر معظمهم من السود واللاتينيين كما وصلت نسبة البطالة إلى 9%، وتعد نسبة الفقر هذه هي الأعلى منذ أن بدأ مكتب الإحصاء بجمع المعلومات في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي.

وأشارت شبكة بي بي سي الإخبارية إلى أن توقف الخدمات الحكومية بالولايات المتحدة سيؤثر في الاقتصاد العالمي وخاصة لتزامن هذه الأزمة مع أزمة اقتصادية جديدة في إيطاليا.

واستمرارا لتصاعد الأزمة كشفت وزارة العمل الأمريكية أن عدد الوظائف، التي تم خلقها خلال شهر مايو الماضي، لم يتجاوز 69 ألف وظيفة، مما شكل صدمة في واشنطن التي كان يتوقع سياسيوها وخبراؤها الاقتصاديون أن يتم خلق 150 ألف وظيفة على الأقل.. وتسبب هذا الخبر السيئ في نزول مؤشر بورصة وول ستريت واندلاع حرب إعلامية ما بين الجمهوريين والديمقراطيين.. وهنا يمكن أن نثير تساؤلا هل هذه الأزمة الاقتصادية ستكون بداية النهاية لقوة الدولار الامريكي أم أنها ستكون بداية لعصر تسيطر عليه الصين؟!

يذكر أن هذه هي المرة الأولي التي يفشل فيها الكونجرس الأمريكي فى التوصل لاتفاق بشأن الميزانية منذ 17 عاما، ربما سيؤدي ذلك إلى ثورة عارمة داخل الولايات المتحدة بعدما يتم تسريح الكثير من الموظفين لتركهم بلا عمل ولا يعرفون إلى متي سيظل الأمر على ما هو عليه، حيث إن بداية مؤشرات التذمر قد بدأت في الظهور في تعقيبات بعض المواطنين والذين يرون أن الكونجرس لا يقوم بعمله بينما يري آخرون أنهم لا يلتفتون إلا لصراعاتهم ولا يهتمون بعمل المواطن الأمريكي العادي لكسب لقمة العيش.