بدو الصعيد لـ"بوابة الأهرام": الجراد قضي علي نباتات الكمون والكهرمان ونطالب بتعويضات من الحكومة

رغم تأكيدات مديرية الزراعة بمحافظة قنا أن الجراد الذي عبر الحدود المصرية قادمًا من حدود دولتي السودان والسعودية لم يسبب أي خسارة للمحاصيل الزراعية، إلا أن من يسكنون الجبال بالصعيد ويقومون بالرحلات الجبلية لجلب الأعشاب أكدوا أن خسائرهم كبيرة، مطالبين بصرف تعويضات تذكر من الحكومة.
قبيلة الحروبة التي تمتد أفرعها من سيناء حتي محافظة قنا والتي تمتهن جلب الأعشاب من الأدوية الجبلية، في مثل هذه التوقيتات من كل عام كشفت أن الجراد ذو اللون الأحمر القادم من السودان التهم مساحات كبيرة من أعشاب الكمون والكهرمان بالجبال وأبقي فقط علي الحنظل بسبب خاصية الأخير الذي يشبه الدائرة اليابسة.
ورصد محمود حمد، 20 عامًا، معاناته من المقاومة البدائية للتي يقوم بها في الجبال لطرد الجراد عن طريق الدخان والنار، مضيفا أن الخسارة هذا العام لاتقدر بثمن لأبناء القبائل التي لاتجد رعاية من الحكومة وتضطر لامتهان جلب الأعشاب من الجبال فقط لمدة عدة شهور تبدأ من هذا الموسم.
أوضح محمود أن الجراد يعشق المرمرية والشاي الأخضر والشيح وكل النباتات التي بها مياه كالكمون والكهرمان بينما يبقي فقط علي الحنظل، مضيفا أن تكلفة الرحلة الجبلية التي يقوم بها الجبليون تحتاج الكثير من الأموال وأن موسم الجراد لو استمر بمصر سيقضي علي الأعشاب خاصة التي يتم استخدامها في الأدوية والطب.
الحاج حمد، أشهر رحالة الجبال قال لــ"بوابة الأهرام"، إن المناطق الجبلية التي هاجمها الجراد كثيرة مثل أدوية وادي اللقيطة والفواخير ووادي القش ووادي عطا، بالإضافة إلي وادي قصور النبات التي دائمًا يتخذه الجبليون استراحة بسبب كثرة الظلال والهدوء به بجانب وادي القصير ووادي قنا، مضيفا أن الجراد التهم هذه النباتات دفعة واحدة وأبقي فقط عن الحنظل، مما استلزم توقف بعض الرحلات ورجوعها.
وأنهي حمد حديثه قائلاً: سترتفع أسعار النباتات العشبية بسبب التهام الجراد لأجود ماتجود به الجبال المصرية من خيرات، مؤكدًا أن تلك النباتات التي كانت تدر دخلاً وفيرا علي الرحالة التهمها الجراد دون أن تقوم الحكومة بالإعلان عن تعويضات أو دون أن تقدم يد العون للجبليين الذين تم استخدامهم كقصاصي أثر لفرق المكافحة للقضاء علي الجراد الذي مازال يواصل دخوله عبر البلاد المصرية.