مظهر شاهين : هذا الجيل لن يثور مرة آخرى

[Mary Naeem]

مظهر شاهين : هذا الجيل لن يثور مرة آخرى




الشيخ "مظهر شاهين" ولد عام 1974 فى مدينة طنطا ، حصل على ماجستير فى البلاغة القرآنية من جامعة الأزهر، كما أنه باحث فى الدكتوراه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية ، تم تعيينه فى وزارة الأوقاف حتى أصبح إمام وخطيب مسجد عمر مكرم ، وقدم عدداً من البرامج الدينية على قنوات " الرحمة " و" الناس " و" سى بى سى " ، لكن كل هذا لا يقارن عنده بلقب " خطيب ثورة 25 يناير " والذى ارتبط به خلال أعتصام الـ18 يوماً بميدان التحرير فى أثناء أحدث الثورة.. فقد القى أول خطبة دينية بالميدان دعا فيها إلى إسقاط النظام السابق وأيد موقف المتظاهرين وطالب بمحاكمة رموز نظام مبارك ، وعلى مدى عامين ألقى 60 خطبة فى ميدان التحرير وكان له دور مهم فى تأييد الثوار وتثبيتهم على موقفهم ، ورغم أن مظهر شاهين لا ينتمى لأى فصيل سياسى .. لكنه يرى أن الثورة لم تحقق سوى 40% فقط من أهدافها ، والأسباب نعرفها منه فى هذا الحوار ..
فى الذكرى الثانية للثورة ..كيف تقيم الفترة الماضية ؟
أعتقد أنه يمكننا تقسيم العامين الماضيين إلى قسمين ، العام الأول شهد الكثير من الأحداث المزعجة والصراعات والفتن بالإضافة إلى بعض الإضطرابات الإقتصادية والسياسية الواضحة والتى من أهمها غلاء الأسعار بشكل ملحوظ . ، أما العام الثانى فشهد بعض التغيرات النسبية والتى من أهمها تولى رئيس مدنى منتخب وإقرار الدستور .
هل حققت الثورة أهدافها ؟
الثورة لم تحقق سوى 40 % فقط من أهدافها ، ولكى نقيم نتائجها علينا أن ننظر أولا إلى الأهداف التى قامت من أجلها وهى "عيش ، حرية ، عدالة إجتماعية " فلم تتحقق أيا منها
حتى الآن ، ومازالت مشكلة البطالة موجودة كما هى ، ولدى الكثيرون مشاكل يومية فى الحصول على الخبز وأنبوبة البوتاجاز ، وكذلك لا توجد حرية بمفهومها الحقيقى ، فالبعض يستغل معنى الحرية بشكل خاطىء فى مقابل محاولات آخرون لكبتها ،بالإضافة إلى عدم وجود عدالة إجتماعية على الإطلاق .. فمازال هناك من يحصلون على الآلآف يوميا فى مقابل من لا يجدون قوت يومهم ، وبالتالى فإن الثورة لم تجن حتى الآن سوى الرئيس الذى يقر الجميع بشرعيته ومجلس شورى ودستور .
وما رأيك فى دعوات البعض لقيام ثورة جديدة ؟
لا يوجد جيل يقوم بثورتين، فالثورة لن تقوم إلا إذا توافق عليها كل الشعب ، قد تقوم تظاهرات أوإعتصامات كبيرة لكن الثورة بمفهومها الحقيقى لا تتكرر كثيرا فى حياة الشعوب . وكذلك سيناريو الثورات يتغير من ثوره لآخرى، وأعتقد أن هذا الجيل لن يقوم بثورة آخرى وأن الثورة القادمة سوف تختلف تماما عن ثورة 25 يناير .
يقال أن عدم وجود قائد للثورة هوالسبب الحقيقى لما نعانيه الآن من خلافات .. ما رأيك ؟
سر نجاح الثورة كونها لم يكن لها قائد ،لأن هذا أدى إلى وجود مساحة من التوافق بين كل القوى الموجودة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين ، فلو كان هناك قائد فى الأيام الأولى من الثورة لإنسحبت القوى الآخرى التى لا تؤيده من الميدان، وبالتالى كانت الثورة ستفشل ولظل كثيرون يتناحرون من أجل منصب الرئيس، والدليل على ذلك أن الصدامات حدثت مباشرة بعد الثورة بداية من الإستفتاء على الدستور والإنتخابات البرلمانية وإنتخابات الرئاسة ، وإذا كان هناك قائد كانت تلك الصدامات وقعت من البداية .
وما تقييمك لمسار التحول الديموقراطى فى مصر ؟
المسار الديموقراطى الآن فى مصر مثير للدهشة ، وذلك لأن التيار الإسلامى الذى كان من المنتظر ألا يسمح بالديموقراطية والإنتخاب هم المتمسكين الآن بالاحتكام للصندوق، فى حين أن التيارات المدنية التى كانت تطالب بالديموقراطية لاتقبل بالحوار الآن ، أليس هذا مثيرا للدهشة ؟!
وما رأيك فى قانون التظاهر، وهل يتناسب مع المرحلة التى نعيشها ؟
أرفضه تماما بالصورة التى ظهر بها, فانا معارض تماما لفكرة فرض غرامات على المعتصمين أو ضرورة حصولهم على موافقة من الجهات المختصة قبل الإعتصام، لكننى مع تقنين فكرة التظاهر والإعتصام من خلال تحديد أماكن معينة للإعتصام أو إخطار جهة معينة قبل التظاهر . وأنا أحذر بشدة من المساس بحرية المواطنين لأن هذا سوف يشعل
الأوضاع كثيرا . وأقول للرئيس محمد مرسى أنه يجب أن يعلم جيدا أن المظاهرات هى التى جاءت به وأجلسته على كرسى رئيس الجمهورية وبالتالى عليه أن يستمع إلى مطالب المعتصمين وألا يعطى ظهره لهم .
أنت مع تطبيق الشريعة , فهل تعتقد أننا نسير فى الطريق الصحيح لتطبيقها ؟
أنا مع تطبيق الشريعة فى مصر لكن لابد أن تطبق بشكل تدريجى وفهم للواقع وتغير الزمن ، والإشكالية الأساسية فى ذلك هى من سيقوم بتطبيقها والآلية التى سيتم من خلالها التطبيق فمثلا ، هل هى جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أم الإخوان أم السلفيون أم الحاكم أو من ينوب عنه من الجهات المختصة ؟، وما يشغلنى أيضا سيطبق الحد بفهم من ؟ من يرون أن صوت المرأة عورة أم من يتقبلون أن تكون المرأة سفيرة أووزيرة ؟ .. وبالتالى أرى أن الشريعة لابد أن تطبق بالفهوم الوسطى للإسلام وبأمر الحاكم أو من ينوب عنه .
وما مدى صحة منعك من دخول ميدان التحرير مؤخراً وإتهامك بخيانة الثورة ؟
لم ولن يستطيع أحد أن يمنعنى من دخول ميدان التحرير ، فالميدان هو بيتى من قبل قيام الثورة لأن عملى فى التحرير، وأعتقد أن ما يقال هو محاولات لتشويهى من قبل أعداء الثورة ، أما بالنسبة للدفاع عن المجلس العسكرى فترة توليه شئون البلاد فمثلى فى ذلك مثل أى مصرى فى ذلك الوقت كان يقول أن "الشعب والجيش يد واحدة " . وأنا أطلب من أى شخص يقول أننى أتبع أى تيار أن يثبت لى ما الثمن الذى تقاضيته مقابل دفاعى عنه ، ومظهر شاهين بعد الثورة لم يختلف عنه قبل الثورة فأنا لم أتبوأ منصبا ولم أتقاضى أى مقابل مادى أومعنوى ولم أنضم لأى حزب .
- ألقيت 60 خطبة فى ميدان التحرير بعد ثورة 25 يناير ، فما هى أهم خطبة ألقيتها ومازلت تذكرها حتى الآن ؟
لن أنسى أبدا أول خطبة ألقيتها فى الميدان وكانت يوم الجمعة 4 فبراير 2011 أى قبل سقوط نظام مبارك وكانت اول مليونية وصدرت فى هذا التوقيت فتوى تحرم التظاهر والإعتصام ، وكانت هذه هى أول مرة أقف لأخطب فى ميدان عام أمام الآلآف من المصلين وطالبت فى تلك الخطبة بحل البرلمان وحل جهاز أمن الدولة وإلغاء قانون الطوارىء ورحيل النظام وكان هذا المطلب هو الأصعب فى هذا التوقيت .
كيف ترى ميدان التحرير الآن ؟
أرى أن هناك محاولة للسطوعلى الميدان من خلال بعض الجماعات التى تحاول السيطرة عليه وقيامهم بمنع البعض من دخوله . وأعتقد أن الميدان يسرق بهذه الطريقة .
ولماذا إبتعدت لفترة عن إلقاء خطبة الجمعة بمسجد عمر مكرم ؟
لأكثر من سبب ، فأنا كنت ممنوعا من الخطابة بأمر الطبيب بسبب إصابتى بإرتخاء فى الأحبال الصوتية ، والسبب الثانى هوعدم رغبتى فى التواجد وسط حالة من الإنقسامات لأننى لا أحب أن أقف يوما على المنبر للهجوم على أحد أو تخوين أحد .
كيف تغيرت خطبة الجمعة بعد الثورة عن قبلها ؟
قبل الثورة كان كل الأئمة وأنا منهم بعيدين عن السياسة ، ومنذ أن قامت الثورة وتغيرت الكثير من أفكارى ومعتقداتى وبالتالى أصبحت أتحدث فى الأمور السياسية بطبيعة الحال نظرا لتغير الظروف والأوضاع ، فعمر بن الخطاب إختلف بعد الإسلام عن قبله ، وهكذا لا شىء يبقى على حاله .
صرحت بأن المناخ أصبح خصبا للطرف الثالث وأعداء الثورة ..فمن هؤلاء من وجهة نظرك ؟
الطرف الثالث هو"اللهوالخفى "الذى لم نعرفه حتى الآن ، لكنه بالتأكيد يضم المعادين للثورة داخليا وخارجيا وهؤلاء يحاولون إفشال الثورة وتشويهها بصورة غير مباشرة .
كيف تقيم أداء الفضائيات الدينية خاصة بعد دخولها مؤخرا فى الكثير من الصراعات؟
بصراحة أنا حزين على وضع الفضائيات الدينية التى تحولت برامجها إلى ساحة للسب والقذف والخوض فى الأعراض لأن هذا يسىء للإسلام والمسلمين وأناشد هذه القنوات بالتفرغ لتعليم الناس أمور دينهم والمساعدة فى حل مشكلات الناس الإجتماعية والدينية كما كانت من قبل ، وأقول للمتاجرين بالدين وغير المؤهلين للإفتاء " دعوا الدين للعلماء والمتخصصين وكفانا تكفيراً وتشكيكاً فى إيمان الآخرين " ، وأطالب بإصدار قانون بمنع أى جهة من التحدث بإسم الدين غير "الأزهر" .
لماذا توقفت عن تقديم البرامج فى الفترة الماضية ؟
بعد إنتهاء عقدى مع قناة "سى بى سى " إعتذرت عن تجديده لأننى شعرت بعدم القدرة على تقديم الإعلام المحايد نتيجة للإستقطابات الموجودة على الساحة وبالتالى لم أرد ان أكون طرفا فى أى خصومة فى ذلك الوقت . وأنا حاليا لدى اكثر من عرض لتقديم برنامج جديد
لكننى لم أستقر على الإختيار النهائى لأن هدفى الأساسى تقديم برنامج هادف ومتميز فى توقيت جيد .