قرارات متخبطة.. وفتنة متعمدة بقلم مارجريت عازر
هل كان أحد فى مصر يصدق أن الجماهير المصرية، التى صبرت على مبارك ثلاثين عاماً، تخرج بعد خمسة أشهر تحمل لافتات تقول «ارحل». بالتأكيد قد رأى المواطن المصرى أنه أمام مأزق حقيقى.. الثورة تختطف.. قرارات متخبطة غير مدروسة ويتم التراجع عنها.. المصريون الذين خرجوا مئات الألوف احتجاجاً على الإعلان الدستورى ورفض الاستفتاء على دستور لا يعبر عن جموع الشعب بفئاته المختلفة أصبحوا الآن لديهم رؤية أخرى وهم يرون هدم كل مؤسسات الدولة وحل بدلاً منها هؤلاء الذين يحاصرون مدينة الإنتاج الإعلامى، ويعلنون قائمة اغتيالات لرموز مصر ونخبها الذين عاشوا عمرهم يدافعون عن هذا الوطن، ولا يملكون إلا الكلمة للدفاع عن قيم وحضارة مصر وآخرون يحاصرون المحكمة الدستورية العليا لمنع صدور حكم خوفاً من أن يحل مجلس الشورى حتى ولو كان وجوده باطلاً، بدلاً من أن يدافعوا عن احترام أحكام القضاء والدفاع عن سيادة القانون. إذن كل من له أتباع الآن يستطيع ترويع المواطنين. بالله عليك يا سيادة الرئيس أين المؤامرة.. فمن يحاول هدم أركان الدولة وجعلها قبيلة لكل شيخ أتباع يستطيع أن يسيطر على قطاع، وأن يخرج بهم ويقنعهم بأن ذلك من أجل حماية الشريعة. وتنقسم الأسرة الواحدة بين مؤيد ومعارض.. كافر ومؤمن.. وطنى وخائن.. والله يعلم من هو على حق ومن على باطل. سيدى الرئيس تكلمت عن المؤامرة، فأنت مسئول وعليك أن تطلع شعبك على تفاصيل هذه المؤامرة حتى يساندك الشعب ويقدم المتآمرين إلى المحاكمة.. ولكن تكرار نفس ما كان يفعله معكم النظام القديم.. كان يتهم الإخوان المسلمين بأنهم متآمرون وكنا جميعاً نتعاطف معكم، والكثير من النخب التى يهدر دماؤها الآن كانت من المدافعين عنكم. ألم يكن هؤلاء الرموز هم نفس رفقاء الميدان فى ثورة 25 يناير. هل تصبح الآراء متناقضة بهذا الشكل حينما يكون الشخص محكوماً وتتغير حينما يكون حاكماً.. أذكرك يا دكتور مرسى حينما سألك أحد الإعلاميين: ماذا تفعل حينما يخرج الشعب رافعاً لافتة (ارحل)؟ قلت: مستحيل.. لقد حدث هذا بعد 5 أشهر.. إذن لا بد من المراجعة ألم يكن لك رأى فى الضبطية القضائية لضباط القوات المسلحة أثناء الانتخابات وهذا (مسجل). أن لا أفهم ماذا يحدث؟ كل يوم قرار ويتم ألغاؤه.. إذن من يحصن قرارات الرئيس ضدد الإلغاء؟ لقد أدهشنى تصريح الدكتور محمد البلتاجى الذى يقول إن أكثر من 60% من المتظاهرين بالاتحادية مسيحيون ويناشدهم باتقاء الله فى الوطن، يؤسفنى أن أقول إن هذا التصريح غير مسئول من قيادى يورط البلاد فى فتنة طائفية طاحنة، وهذا ما نخشاه خوفاً على مصر من الانقسام والتفرقة وبحور الدماء بين أبناء الوطن الواحد. اتقوا الله فى وحدة هذا البلد وتوريطه فى ما لا يتحمله.